إعادة الإعمار ما بعد العدوان "الإسرائيلي".. هل تنجح الدولة بالنهوض بالملف في ظلّ التغاضي عن وضع برنامج أو جدول أعمال؟ (تقرير)
تاريخ النشر 10:51 05-05-2025الكاتب: حسين سلمانالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
4
أكثرُ من خمسةِ أشهرٍ مضت على وقف إطلاق النار، والدولةُ اللبنانيةُ لم تحرك ساكنًا حيال إعادةِ إعمار ما دمره العدوُ الصهيوني في الضاحية والجنوبِ والبقاع، ولم تضع جدولاً للبَدءِ بالخطط اللازمة للبناء،
مبادرات تنظيف الشوارع وازالة اثار العدوان متواصلة في المناطق(تقرير)
متخليةً عن واجباتِها تجاه مواطنيها نتيجة رضوخِها للإملاءاتِ الأميركية والغربية. في هذا السياق، يؤكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قبلان قبلان أنّ "المطلوب من الدولة حيال ملف إعادة الإعمار ليس بمعجزة، بل يتلخّص في التطبيق الفعلي لما أكدته الدولة في خطاب القسم أو البيان الوزاري أو كلام المسؤولين، بأنها تريد إعادة إعمار ما تهدم في الجنوب وفي باقي المناطق. لكن حتى الآن هذا الأمر لم يحدث وما زال بعيدًا عن الواقع".
ويضيف قبلان: "لم نرَ شيئًا جديًا في مسألة إعادة الإعمار على مستوى الإجراءات الحكومية. حتى التحضير لإعادة الإعمار ما زال بعيدًا. في جلسة مجلس النواب الأخيرة، كانت هناك مشاريع قوانين مرتبطة بمسألة إعادة الإعمار لجهة كيفية السماح بالإعمار ومسألة الرخص وغيرها".
ويلفت قبلان إلى أنّه "كان من المفترض إعادة اعتماد نفس الإجراءات التي اعتُمدت في العام 2006، لكن الحكومة تنصلت وزعمت أنها تريد أن تحضّر مشروعًا شاملاً لهذا الأمر"، بحسب قوله.
وحول الضغوطات الخارجية، يؤكد قبلان أنّ كل الضغوطات الخارجية يجب أن لا تمنع الدولة من إعادة الإعمار، والأولى من ذلك هو أن تلتفت الدولة إلى ضغوطات الناس، وتهجير الجنوبيين وغير الجنوبيين من بيوتهم وقراهم.
ويضيف قبلان في هذا الصدد: "نحن ما زلنا صابرين حتى الآن، ولكن يجب أن يفهم الجميع أنه لا يمكن الاستمرار بالاستهتار بكرامة الناس وببيوت الناس"، مُشيرًا إلى حجم العطاء والبذل الذي قدمه المواطنون في سبيل الدفاع عن الوطن.
وفي مقابل تأخر الدولة بإعادة الإعمار، سارع حزب الله إلى تحمل عبء الإيواء والترميم وحفظ كرامات الناس، وعليه يبقى السؤال: متى تضع الدولةُ مصلحة مواطنيها وكراماتهم في سلم أولوياتها وتعيد الثقة بينها وبين المواطن من خلال إشعاره بالاستقرار والأمن والرعاية اللازمة؟