وفي ما يلي نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم لمناسبة عيد المقاومة والتحرير 25-05-2025:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحتفل اليوم بِعيد المقاومة والتحرير للسنة الخامسة والعشرين، هذا العيد الذي تَوج مكانة لبنان في المنطقة والعالم، هذا العيد الذي استطاع أن يَقلب المعادلة وينقل لبنان من الضعف إلى القوة، هذا العيد الذي جعل اللبنانيين يعيشون الكرامة والعزة والسيادة على أرضهم. في هذا اليوم سأتحدث بِثلاثة مواضيع: الأول: عن عيد المقاومة والتحرير الثاني: عن الوضع الحالي الثالث: عن الانتخابات البلدية أولاً، حول عيد المقاومة والتحرير: ما الذي حصل حتى نمت هذه المقاومة العظيمة واستطاعت أن تُحقق هذا الإنجاز الكبير؟ إسرائيل احتلت فلسطين، وبدأت تعتدي على لبنان وعلى دول عديدة في المنطقة، لم يكن أمام لبنان إلا أن يُواجه بالمقاومة، لأن جيشه لم يكن قادراً على دفع العدو الإسرائيلي، وكل الظروف الدولية كانت تُساند هذا العدو، فإذاً كانت نشأة المقاومة طبيعية جداً مع شعبٍ أبيٍّ لا يقبل الذل ولا الاحتلال ولا أن يكون مُستسلماً لهذا العدو. جاءت المقاومة الفلسطينية لِتكون رأس حربةٍ من موقع لبنان، وكذلك ساندها قوى وطنية وإسلامية، وبالتالي بدأت تنمو هذه المقاومة في الستينيات والسبعينيات بشكلٍ مباشر، وبرز الإمام موسى الصدر كإمام للمقاومة وقائد لِهذه المسيرة المقاومة في السبعينيات بإنشاء حركة أمل، حركة المحرومين، لِمواجهة العدو الإسرائيلي بشكل منظم في سنة 1974، خلال هذه الفترة وجدنا أن إسرائيل تحت عنوان "عملية الليطاني" لإبعاد المقاومة الفلسطينية واللبنانية من الحدود، قامت باحتلال قسم من الأرض اللبنانية، في سنة 1978 صدر قرار عن مجلس الأمن الدولي عنوانه ورقمه "425" يدعو إسرائيل إلى أن تنسحب من الأراضي اللبنانية، لم تنسحب إسرائيل سنة 1978، وأنشأت ما سُمي وقتها "دولة لبنان الحر" برعاية إسرائيل من خلال الرائد سعد حداد في 18 نيسان سنة 1979، وهذا الإنشاء هو خطوة أولى من أجل اقتطاع قسم من لبنان، ومن أجل التهيئة لإقامة المستوطنات لاحقاً، بعد فترةٍ من الزمن غيروا الاسم أصبح "جيش لبنان الحر" في سنة 1980، ثم سُمي بِجيش لبنان الجنوبي في سنة 1984. كل هذه الخطوات في التسمية وفي التعديل مع سعد حداد ومن بعده من أجل أخذ قطعة من الأرض، هذا بدأ في سنة 1978. ثم حصل الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982 ووصل إلى العاصمة بيروت، وهذا الاحتلال ادّعى بأنه يُريد إخراج منظمة التحرير الفلسطينية والفلسطينيين من لبنان، حصل هذا الخروج إلى تونس، وبالتالي كان يُفترض أن الهدف الإسرائيلي تحقق، ولكن إسرائيل بقيت، حاولت أن تفرض اتفاق 17 أيار سنة 1983، وكاد هذا الاتفاق أن يسري بعد أن وُقع من قبل المجلس النيابي، لكن هناك مقاومة حقيقية على المستوى الشعبي والعلمائي والوطني، استطاعت هذه المقاومة بالتعاون مع سوريا وقتها أن تمنع إسرائيل من عقد هذا الاتفاق المُذل الذي يُعطيها ما تُريد. المقاومة استمرت في عملها، وحزب الله بدأ يتكون بشكل رسمي وشعبي في سنة 1982، وبالتالي خاض مع المقاومين الآخرين عمليات دائمة ومنفردة وفي أماكن مختلفة من جنوب لبنان وحيث يتواجد العدو الإسرائيلي في كل منطقة الاحتلال. تحت ضربات المقاومة انسحبت إسرائيل سنة 1985، يعني بعد ثلاث سنوات من الاجتياح الإسرائيلي، انسحبت إسرائيل إلى الجنوب اللبناني إلى ما سُمي وقتها " الشريط الحدودي اللبناني"، هذا الشريط الحدودي اللبناني مساحته 1100 كيلومتر مربع، يعني 55% من مساحة جنوب لبنان، يعني حوالي 11% من مساحة لبنان 10452 كيلومتر مربع. من سنة 1985 إلى سنة 2000، وقت التحرير، الشريط الحدودي مُحتل من قبل العدو الإسرائيلي، والعنوان الوحيد للمواجهة والأساسي للمواجهة هو المقاومة. خرجت أصوات كثيرة في لبنان تتحدث عن أن العين لا تُقاوم المخرز، وتُحاول أن تُثبط العزائم، وتقول بأن المقاومة لا تستطيع أن تُغير الواقع، ولنذهب إلى الديبلوماسية ونتعاطى من خلال السياسة لِنخرج إسرائيل، ليس لدينا خيار إلا أن نُخرج إسرائيل بالسياسة والديبلوماسية، لكن من سنة 1978 مع القرار 425 لم تخرج إسرائيل.