وفي كلمته قبل بدء جلسة علنية للمجلس اليوم الأحد، أشار قالیباف إلى أهمية إحياء ذكرى شهداء الهجوم الإرهابي على مجلس الشورى الإسلامي، مؤكدًا أن بلاده تفتخر بأنها تمكنت من إنهاء حكم "داعش" بفضل تضحيات الشهيد قاسم سليماني وشهداء المدافعين عن الحرم، مما أدى إلى إحباط مخططات الولايات المتحدة التي، وفقًا لرئيسها، كانت وراء إنشاء "داعش"، وضمان أمن الشعب الإيراني.

وأضاف قالیباف أنه في الأسبوع الماضي، مثّل الشعب الإيراني في زيارة إلى منطقة أميركا اللاتينية، حيث شارك في اجتماع رؤساء مجالس الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس"، وأجرى لقاءات ثنائية مع كبار المسؤولين في فنزويلا وكوبا والبرازيل لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية.

وأوضح أن هذه الزيارة ساهمت في التعرف على الإمكانيات الكبيرة في المنطقة لتعزيز التوازن التجاري لإيران، وأن المفاوضات التي جرت أسفرت عن متابعة التفاهمات التي تم التوصل إليها في الحكومة، وتقديم مقترحات جديدة للتعاون مع هذه الدول، مما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.

وأشار قالیباف إلى أن الهدف الرئيسي من السفر إلى البرازيل كان المشاركة في اجتماع "بريكس"، حيث تسعى إيران كعضو جديد في هذه الهيئة الدولية إلى تعزيزها، معتبرًا إياها واحدة من أهم المؤسسات التي يمكن أن تساعد في استقلال الدول.

وأكد أن "بريكس" تم تشكيلها لمواجهة الأحادية ولديها أدوات يمكن أن تلعب دورًا فعالًا في إنشاء نظام جديد في عالم متعدد الأقطاب.

كما أضاف أن الوفد الإيراني في هذا الاجتماع حاول مرة أخرى تسليط الضوء على الظروف الصعبة التي يواجهها سكان غزة، داعيًا الجميع إلى اتخاذ إجراءات عملية للدفاع عن الإنسانية. مشددًا على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر من واجبها أن تكون دائمًا صوت المظلومين، وخاصة الشعب الفلسطيني المظلوم.

وفي سياق حديثه عن قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات، أوضح قالیباف أن هذا القانون يوضح استعداد إيران للتعاون في رفع العقوبات وتحقيق الفوائد الاقتصادية، مع الحفاظ على حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وبناء الثقة اللازمة لإثبات سلمية أنشطتها النووية.

وأضاف أن الاقتراح الأميركي لا يتضمن أي إشارة إلى رفع العقوبات، مما يدل بوضوح على أن سلوك الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة حول البرنامج النووي متناقض ويفتقر إلى الصدق.

وذكر قالیباف أن أميركا من جهة تبتسم وتتحدث عن الانفتاح الاقتصادي لإيران، ولكن في الواقع تسعى إلى حرمانها من حقها الدولي في التخصيب، وحتى من موقفها المتغطرس لا تقدم وعودًا برفع العقوبات، ومن الواضح أنه لا يوجد منطق عقلاني يقبل مثل هذا الاتفاق الأحادي والملزم.

وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي أن الرئيس الأميركي المتوهم يجب أن يدرك أنه إذا كان حقًا يسعى للتوصل إلى اتفاق، فعليه تغيير نهجه والتخلي عن التعاون مع النظام الصهيوني ومتابعة أفكار نتنياهو الفاشلة.

وختم بالقول: "لقد قلنا سابقًا وسنؤكد مرة أخرى أنه يجب علينا حل القضايا المعيشية والاقتصادية للشعب، والاعتماد على الإمكانيات الداخلية، لإجبار الحكومة المتغطرسة في أميركا على قبول رفع العقوبات في إطار اتفاق يحقق المنفعة للطرفين".