
أكّد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، مساء الجمعة، أن "حزب الله لا يتحرّك إلاّ بوعي وحكمة ولا يستعجل الأمور"، مطالبًا في الوقت نفسه الدولة بأنْ "تفي بتعهّداتها بتحرير الأرض وإعادة الإعمار"، قائلًا: "أيدينا ممدودة، ونريد أنْ نعيش عيشًا واحدً
وفي كلمة خلال إحياء الليلة الثانية من المجلس العاشورائي المركزي في مجمّع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، قال الشيخ محمد يزبك إن "حزننا لا يُوصف على سيد شهداء الأمة وعلى صفيّه والقادة والشهداء جميعًا منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلًا"، معتبرًا أنّ "أمة حزب الله لا تزداد بعد كل مصيبة وشدّة إلّا إيمانًا ومضيًّا على الحق وتسليمًا للأمر وصبرًا على الجراح".
وتابع رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله بالقول إن "ننقاد إلى تكليفنا بعد تشخيصه ضمن الحكمة التي تحفظ المسيرة. نحن لا نتحرّك إلاّ بوعي وحكمة ولا نستعجل الأمور. وبرغم كل ما يُقال وبرغم الإعلام المعادي وبرغم كل التشويه فإنّ نداء حزب الله بالوحدة الوطنية والانسانية والاعتصام بحبل الله". وبيّن أنّ "هذا العدو غادر ولا أمن له ولا أمان، ولذلك نحن لم ننم ولن ننام".
وأضاف الشيخ محمد يزبك أن "لو سألنا جميع الشهداء "من أجل ماذا استَشهدتم؟"، يقولون: استُشهدنا من أجل أنْ تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى"، مشيرًا إلى أنّ "انتصار الدم على السيف هذه المعادلة ستبقى إلى يوم ظهور المهدي المنتظر (عج)".
وأردف رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله قائلًا: "نحن الغالبون ونحن المنتصرون إنْ استُشهدنا انتصرنا وإنْ انتصرنا انتصرنا، وهذه التعاليم الخالدة يجب أنْ تكون منارًا لكل مجاهد ولكل من ينتمي إلى حزب الله".
ووصف الشيخ محمد يزبك ما تقوم به الولايات المتحدة بـ"الفرعنة"، قائلًا: "مهما زيّنوا بأساليبهم فهي قمع وقتل وتشويه"، وأضاف "مؤسسات دولية وجمعيات حقوقية هي سيف بيد الاستكبار وأميركا مسلّط على رقاب المستضعفين".
وقال رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله إن "نشهد حروبًا مدمّرة وتجويعًا ونهبًا للثروات وقمعًا للحريات واستخدامًا لأساليب الفوضى وسلب كل القيم الانسانية لقلب الموازين والمعايير وتسخيرها للتبعية".
ولفت الشيخ محمد يزبك الانتباه إلى أنّ "حزب الله يرى بأنّ الحرب اليوم هي حرب على الهوية والانتماء العقائدي والإنساني والقِيَمي"، وقال "يرى حزب الله أنّ الساحة الكربلائية تتكرّر اليوم بمقارعة الوحش الكاسر"، موضحًا أنّ "الحرب التي تشنّها "اسرائيل" ومن خلفها أميركا ودول غربية وأوروبية هي حرب على الهوية والانتماء والعقائد والقِيَم".
وواصل رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله القول بأن "نحن اليوم سائرون على نهج الولي الفقيه الإمام الخامنئي لا نبتغي إلّا إحدى الحُسنيَيْن: النصر أو الشهادة"، مبارِكًا للإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) "الانتصار"، ورافعًا "أسمى آيات العزاء بالشهداء".
وعاهد الشيخ محمد يزبك الإمام السيد علي الخامنئي بـ"أنّنا على عهد سيدنا الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله وجميع الشهداء"، مضيفًا: "نؤكّد على بيعتنا لقيادة الإمام الخامنئي الحكيمة ونحن على الأثر".