
أكثر من مئةٍ وثمانينَ وقفةً إحتجاجية نُفذت في أميركا ضدّ سياسة ترامب تؤكد مجلة "نيوزويك" الأميركيّة والتي تقاطعت مع معظم الصحف الاميركية في الحديث عن التخبط الاميركي في اعقاب الرد الصاروخي الايراني وتحميل الرئيس دونالد ترامب مسؤولية السياسات الخاطئة والمتهورة التي ادت الى التطورات الاخيرة.
في هذا السياق إنتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" تبجّحَ ترامب بعدم سقوط خسائرَ أميركية في الرد الإيراني، لافتةً إلى أنّ من نتائجِ سياسة ترامب وحملتِه، إلغاءُ إيرانَ القيودَ النوويةَ إضافةً إلى أن القواتِ الأميركية قد تُطرَدُ من العراق، ما يسمح ل#قاسم_سليماني بتحقيق أحد أهم أهدافه.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه من نتائج سياسة ترامب أيضاً التفاف الإيرانيين حول علمهم وتحولِ المشهدِ في العراق لصالحهم.
صحيفة "واشنطن بوست" رأت أنّ إعلان ترامب إنتصارَه في وجه إيران هو إعلانٌ قصيرُ النظر وسابقٌ لأوانه، مشيرة إلى أنّه من شبه المؤكد أن الضرباتِ الإيرانيةَ للمصالح الأميركية ومصالحِ حلفائها سوف تستمر في الأشهر المقبلة.
ونبّهت الصحيفة إلى أنّه ما لم تصعّد إدارة ترامب المسار الدبلوماسي فإن إعلان الإمام السيّد علي الخامنئي إزالة أميركا سيتحقق في سوريا والعراق.
في سياق متصل رأت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة أنّ إغتيال الفريق قاسم سليماني جَعَل الإنسحاب الأميركي من العراق أمراً حتمياً وإن لم يحدث في القريب العاجل.
ما تعكسه الصحف الأميركية والمحللون في واشنطن يظهر حجم الصفعة التي تلقتها الولايات المتحدة على جريمتها باغتيال الفريق قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس ورفاقهما، لتبقى تداعيات الضربة الصاروخية الإيرانية تؤرق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومساعديه الذين حرضوه على ارتكاب فعلته، على أنَّ القرار المقاوم الجامع اكد لترامب واعوانه بأن لا مجال لبقاء المحتل الاميركي في المنطقة.
الى ذلك علقت الصحف الاميركية على الحالة العقلية والنفسية للرئيس الاميركي بعد حادثة اغتيال الفريق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما، فقالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية إن مجموعة "التحالف العالمي للصحة العقلية" أصدرت بيانًا ذكرت خلاله، بعد شهر من تحذيرها الكونغرس أيضًا، من أن الضغوط التي يتعرض لها ترامب جرّاء محاولات عزله قد "تسبب تدهورًا في حالته النفسية إلى مستوى خطير"، وأضافت انه"بعد وقت قصير من إدلائه ببيانه الأخير بشأن خفض التصعيد العسكري مع إيران، ظهر على ترامب أنه يواجه صعوبة في نطق الكلمات، ويتنفّس بشكل مستمر وملحوظ على الرغم من أن النص مكتوب وما عليه إلا قراءته.. لقد حذرنا بشدة من هذا منذ فترة، وعلى الكونغرس الأميركي أن يتصرف فورًا وبقوة دون مزيد من التأخير".
وتابع الأخصائيون في بيانهم أن ترامب "خطير نفسيًا وعقليًا على حد سواء، وفاقد للأهلية ويعاني من عوارض تتسق مع الشخص الذي عندما يتم التشكيك في صورته الذاتية المزيفة أو عندما يتم إحباط حاجته العاطفية للتزلف، ينتقد (طرفا آخر) بشكل حاد، في محاولة لاستعادة إحساسه بالقوة والسيطرة على الآخرين".
ولفتت المجموعة إلى أنه على الرغم من أن كبار القادة العسكريين يجب أن يجتازوا تقييمات نفسية سنوية، إلا أن قائدهم معفي من مثل هذا الشرط، مع العلم أنه الشخص الأكثر احتياجًا ويمثل أقصى خطر"، لافتًا الى أنه "لا يمكن للأميركيين "الانتظار بعد الآن للتعامل مع الوضع الخطير الذي يتسبب فيه شخص مصاب بضعف عقلي ويتصرف بطرق عشوائية ومتهورة ومدمرة".
وأشار البيان إلى أنه "بسبب تمتع الكونغرس بالسلطة الدستورية لإعلان وتمويل الحروب، فيجب عليه التصرف على الفور لمنعه من صلاحية اتخاذ أي قرارات متعلقة بالحرب، مشددًا على أنه "من الضروري أن يتم تزويد الكونغرس بمعلومات دقيقة"، من العاملين في المجتمع الطبي والمؤهلين في "تقييم وإدارة المخاطر النفسية".
وحث البيان الكونغرس على التشاور مع المجموعة للحصول على معلومات، أو التقييم (بأكمله)، وعلى أن يأخذ بجدية جوانب الصحة العقلية التي تؤثر على هذا الرئيس الضعيف عقليا.