الصحافة اليوم: التحقيقات تُشير إلى وجود إهمال في إبعاد خطر المواد المخزنه في المرفأ... ومصادر قضائية تؤكد ان لا غطاء سياسي فوق راس احد
تاريخ النشر 07:24 08-08-2020الكاتب: احمد طهالمصدر: صحف محليةالبلد: محلي
101
أكّدت مصادر قضائيّة لصحيفة "البناء" أنّه لن يكون هناك أيّ غطاء سياسي فوق رأس أحد مهما علا شأنه، مشيرةً إلى أنّ العديد ممن جرى توقيفهم أو استدعاؤهم للتحقيق، كانوا على علم بتخزين مواد متفجرة وشديدة الخطورة في مرفأ بيروت.
إضاءة على أبرز الملفات التي تناولتها الصحف المحلية الصادرة اليوم
مصادر متابعة للتحقيق في انفجار مرفأ بيروت ذكرت لصحيفة اللواء أنّ المعطيات أكّدت وجود مفرقعات في العنبر رقم 12، وهي التي أدى اشتعالها الى انفجار حاويات نيترات الامونيا خلال التلحيم وسد الثغرات في جدار وباب العنبر؛ موضحةً أنّ عدد الذين جرى استدعاؤهم للتحقيق بلغ 19 شخصاً حتى الآن.
صحيفة "الأخبار" أشارت إلى أنّ التحقيق أظهر ان العنبر الذي خُزنت فيه شحنة الأمونيوم لم يكن مجهزاً بنظام اطفاء، ويتضمن تمديدات كهربائية عادية يُمنع وجودها في مراكز تخزين المتفجرات والمواد القابلة للانفجار أو الاشتعال، مؤكدةً أنّ التحقيقات الأولية، التي لا تزال إلى الكثير من التدقيق والتمحيص، أظهرت أن تلحيم الفجوات في جدار العنبر وبابه أدى إلى اشتعال الحريق.
ومع فتح عناصر فوج الاطفاء باب العنبر، أدى دخول الاوكسيجين الى اشتداد الحريق لتصبح المادة المشتعلة كتلة متفجرة واحدة.
وأشار التحقيق، وفق صحيفة "الأخبار" الى فرضية مفادها أن كمية نيترات الامونيوم البالغة 2750 طنا ربما لم تنفجر بالكامل لأن جزءاً منها كان قد تلف بمرور الزمن، وأوضح التحقيق أن المديرية العامة لأمن الدولة التي كشفت على العنبر قبل أشهر، وأعدّت تقريراً بشأن مخاطر بقاء نيترات الأمونيوم داخله لم تقم بإحصاء محتوياته.
وكشفت صحيفة "الأخبار" أنّها حصلت على التقرير الذي جاء فيه أن الباخرة التي كانت تحمل الشحنة دخلت إلى مرفأ بيروت لإنزال جرافتين كانتا على متنها، وأثناء إنزالهما، تعرّضت السفينة لضرر كبير ما أدى إلى تعطّلها وعدم قدرتها على الإبحار، إلا أن التقرير لفت في موضع آخر، وبشكل مناقض، الى أن السفينة احتُجزت بقرار قضائي، وبعد الكشف على حمولتها تبيّن أنها تحمل 2750 طناً من نيترات الأمونيوم الشديدة الانفجار والسريعة الاشتعال التي تُستعمل في تصنيع المتفجرات مرسلة إلى شركة safari limited في موزمبيق.
وأضافت الصحيفة أنّ تقرير أمن الدولة ذكر أن رئيس الميناء محمد المولى أفاد الكاتب القضائي زياد شعبان بأن الباخرة تحمل مواد خطرة، وأن القاضي نديم زوين عيّن المولى حارساً قضائياً على الحمولة لتحمل مسؤولية أي نقص او تلف، إلا أن الأخير تحفّظ عن الأمر لكون العنابر داخل المرفأ تابعة لسلطة اللجنة المؤقتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت، وليس لوزارة الأشغال التي يتبع المولى لها.
وفي كانون الثاني 2015، كلّف القاضي زوين الخبيرة ميراي مكرزل الكشف على البضائع، فتبين أنّ نسبة الآزوت فيها تعادل 7.34 وهي نسبة غير مسموح بتداولها عالمياً.
لذلك طلبت إدارة المانيفست تسليمها فوراً للجهات الامنية أي قيادة الجيش أو إعادة تصديرها بسبب خطورتها والكارثة التي قد تنتج من جراء استعمالها او انفجارها، غير ان قيادة الجيش رفضت استلام الشحنة واقترحت التواصل مع الشركة اللبنانية للمتفجرات لدرس امكانية الاستفادة منها، وفي حال رفض الشركة، اقترحت اعادة تصديرها إلى بلد المنشأ.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ تقرير امن الدولة لفت إلى ان السفينة غرقت مقابل المرفأ في شباط عام 2018 وأن دائرة المانيفست في مرفأ بيروت أرسلت طلبات خطية عدة الى مديرية الجمارك للطلب من قاضي الامور المستعجلة مطالبة الوكالة البحرية بإعادة تصدير البضائع بصورة فورية، وقد راجع جهاز أمن الدولة مختصاً في الكيمياء فحذّر من أنّ اشتعال هذه المواد سيتسبب بانفجار ضخم يدمر مرفأ بيروت، وأنها في حال سُرِقت فيمكن استخدامها في تصنيع المتفجرات.
وفق الصحيفة فإنّه وبعد إطلاع النائب العام التمييزي غسان عويدات على التقرير في 28/5/2020، أشار باستدعاء الموظف المسؤول عن الامن في المرفأ والاستماع الى افادته.
وهكذا استدعي محمد زياد راتب العوف، وهو المسؤول عن أمن السفن الراسية وسلامة المنشآت، فأكد أنه لم يكن يعلم سابقاً بوجود نيترات الأمونيوم وأنه فوجئ بذلك لعلمه بخطورتها، وقال إنه تواصل مع المولى ونائب مدير العمليات في المرفأ مصطفى فرشوخ حول الأمر، فأبلغاه أن الشحنة مخزّنة في العنبر رقم ١٢ منذ خمس سنوات بقرار قضائي.
وعندما أُبلغ عويدات بإفادة العوف، طلب استكمال التحقيق واستدعاء المولى لاستجوابه. كما استمع الى عدد من المسؤولين في المرفأ، وقرر عويدات توجيه كتاب الى هيئة إدارة واستثمار المرفأ لتأمين حراسة على العنبر وتعيين رئيس مستودع وصيانة كامل الابواب ومعالجة الفجوات وإقفال ابوابه بإحكام.