أعلنت العتبة العلوية المقدسة، الأحد، إزاحة الستار عن محراب أثري يعود تاريخه إلى أكثر من 800 عام بعد إعادة ترميمه ضمن فعاليات مهرجان الغدير الاغر.
وفي حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، قال عضو مجلس الإدارة مسؤول وحدة التراث العمراني في العتبة عبد الهادي الإبراهيمي إن "المحراب الأثري لمسجد الرأس الشريف يعود إلى فترة الحكم المغولي وقد وضع في زمن حكم عطا ملك الجويني أي قبل 800 عام".
وأضاف الإبراهيمي أن "هذا المحراب يعتبر الأنفس والأكبر حجماً في العالم، ويُطلق عليه اسم المحراب ذو البريق المعدني، كما ويبرز أثره النفيس من قِدمه ومكونات صنعه وتميُّزه بالألوان البرَّاقة والنقوش البديعة".
وأوضح المسؤول في العتبة أن "الإنجاز يأتي ضمن رسالة العتبة العلوية المقدسة في رعاية المواقع والنفائس الأثرية، ومن جانب آخر فهو ينسجم مع المواثيق والمعاهدات الدولية التي أبرمتها مؤسسات وجهات عالمية مثل منظمة اليونسكو والإيكوموس والإيكروم وغيرها ".
من جانبه، قال المشرف على صيانة وترميم المحراب خبير الآثار الإسلامية علي رضا بهرمان أن " آخر بناء للمحاريب كان سنة 602 للهجرة بسبب الغزو المغولي فتوقف عمل المحاريب إلى فترة صناعة هذا المحراب فيما بعد الغزو".
وأشار بهرمان إلى أن " المحراب يعطي تصوراً لصناعة المحاريب في تلك الفترة، حيث كانت صناعة هكذا مواصفات للمحاريب من اختصاص عائلة واحدة تدعى بآل أبي طاهر"، وتابع قائلاً: "لم يتم التعرف إلا في القرن العشرين على مثل هذه الصناعة التي كانت مجهولة قبل ذلك".
يذكر أن الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة شرعت ضمن فعاليات أسبوع الغدير الأغر في إقامة الندوات البحثية والتراثية للمحافظة على التراث العمراني القديم.