ووفق بيان صدر عن القيادة العامة للجيش السوري والقوات المسلحة، فإن أهمية تطهير منطقة الحجر الأسود ومحيطها بالكامل من الإرهاب تكمن في ضمان أمن العاصمة دمشق وريفها كاملاً والقضاء على مصادر التهديد التي كانت تواجه ملايين السكان، فضلاً عن تهيئة البيئة المطلوبة لضمان القضاء على ما تبقى من إرهاب مسلح في سوريا.

وفي هذا الإطار، يؤكد مراسل إذاعة النور في دمشق عامر أبو فراج أن استعادة السيطرة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، التي تبعد عن العاصمة دمشق مسافة سبعة كيلومترات فقط، تمثل نقطة تحوّل في تاريخ الصراع على أرض سوريا منذ بداية الحرب، إذ إن تحرير هذه المنطقة من إرهاب "داعش" يُسقط مشروع تهديد العاصمة من الناحية الأمنية بشكل كامل، لأنه يقضي على آخر البؤر الارهابية في محيط دمشق، لا سيما بعد استعادة الجيش السوري سيطرته سابقاً على مناطق يلدا وببيلا وبيت سحم.

وتظهر أهمية الإنجاز الميداني الجديد في "تسوير" العاصمة السورية أمنياً من جهاتها الأربع إذا ما أضيف إلى هذا الإنجاز تحرير كامل الغوطة الشرقية، فضلاً عن الهزيمة المدويّة التي تكبدتها الجهات الراعية والداعمة لتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي كان متواجداً عند تخوم العاصمة من الناحية الجنوبية الغربية .

وبحسب ما يشير إليه مراسل إذاعة النور، فإن تحرير منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك سينعكس ارتياحاً عاماً في الشارع السوري الذي عانى الأمرّين جرّاء استهدافه اليومي بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون انطلاقاً من مواقع المسلحين في المنطقة المحررة، علماً بأن بعض المعلومات يشير إلى إمكانية تحوّل العمليات العسكرية خلال الفترة القادمة نحو الجنوب السوري، أي باتجاه بادية السويداء وأرياف درعا .

وتبرز الأهمية الإقتصادية لتحرير الحجر الأسود ومخيم اليرموك في إمكانية إعادة تفعيل المنطقة الصناعة المتواجدة في منطقة القدم المتاخمة للمنطقة المحررة، التي تشرف أيضاً على الأوتستراد الدولي دمشق – درعا، وهو يُعتبر نبض الحياة بين العاصمة من جهة ودرعا والسويداء في الجنوب السوري من جهة أخرى.