بعد مرور ما يقارب ال 18 يوما على اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول والروايات التي صاحبت الاختفاء... خرج النائب العام السعودي اليوم ليعلن ان التحقيقات الأولية الرسمية في قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي أظهرت مقتله.
وقد أعلن النائب العام السعودي سعود بن عبد الله المعجب أنّ التحقيقات الأوليّة في قضيّة إختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي أظهرت وفاته، لافتاً إلى أنّه جرى توقيف 18 شخصاً حتى الآن في إطار التحريات.
وقال المعجب إنّ المناقشات التي حصلت بين خاشقجي والأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصليّة السعودية في اسطنبول أدّت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي معه مما أدى إلى وفاته.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنّه سيتحدّث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان معتبراً أنّ التفسير الذي أعلنته السعوديّة بشأن كيفية وفاة خاشقجي في قنصليتها باسطنبول موثوق به ولا يعتقد أنّ القيادة السعودية كذبت عليه بشأن هذه القضيّة.
وفي المقابل، إنتقد السيناتور الجمهوري الأميركي ليندزي غراهام الرواية السعودية، وفي تغريدة عبر موقع تويتر، قال غراهام "أقل ما يُمكن أن أقوله هو إنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة"، لافتأً إلى أنّه من الصعب أن تكون للرواية السعوديّة أية مصداقية بعد أن قالت في البداية إن خاشقجي غادر القنصليّة.
أمّا السيناتور الأميركي ماركو روبيو فرأى أنّ السعوديين يغيرون رواياتهم بشأن مقتل خاشقجي.
بدوره، إعتبر السيناتور الجمهوري راند بول أنه ينبغي وقف التعاون وجميع مبيعات الأسلحة للسعودية فوراً.
نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي لشؤون حقوق الإنسان ليلى شاهين أوسطة نبهّت إلى أنّه لا يمكن أن يرتكب موظفو دولة جريمة دون تفويض من مسؤوليها، معتبراً أن تبرئة الإدارة السعودية من قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي بتحميل أشخاص التهمة أمر غير مقبول.
وكان حزب العدالة أعلن أنّه يجري تحقيقاً مستّقلاً، فيما يخص مقتل خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ونقلت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم حزب العدالة قوله إن أنقرة ستكشف كل ما جرى فيما يتعلّق بمقتله.
إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي قوله إن المحققون الأتراك سيعرفون مصير جثة خاشقجي خلال فترة وجيزة.
المتحدث باسم الأمم المتحدة أعرب عن إنزعاج الأمين العام أنطونيو غوتيريس الشديد بعد تأكيد السعودية وفاة خاشقجي، مشيراً إلى أنّه دعا إلى إجراء تحقيق فوري وشامل وشفاف في ملابسات موت خاشقجي ومحاسبة المتورطين.
كذلك دعا رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تيغاني إلى الشروع بشكل عاجل بتحقيق دولي في مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
من جانبها، مقرّرة الأمم المتحدة الخاصة بحالات الإعدام خارج القضاء أكّدت أنّه لا يجب على أيّ حكومة قبول التفسير السعودي أو قبول أنّها تقوم بالتحقيق بالقضيّة. وشدّدت على أنّ الأمر بحاجة إلى تحقيق جدير بالثقة ونزيه وشفاف لتحديد قتلة خاشقجي والعقل المدبر.
منظمة العفو الدوليّة شكّكت كذلك بحياديّة التحقيق السعودي، بشأن مقتل خاشقجي، بعد ساعات من إعلان الرياض لنتائجه، مشيرةً إلى أنّ حياديّة أيّ تحقيق للسلطات السعوديّة بمقتله يظلّ موضع شك وتساؤل.
كما لفتت المنظّمة إلى أنّها بجانب منظمات أخرى، طالبت بأن يكون هناك تحقيق محايد ومستقل من قبل الأمم المتحدة، مشددةً على ضرورة أن تكون جهة التحقيق بعيدة عن ذات السلطة المحتمل توّرطها في قتله.
دعا الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، كريستوف ديلوار إلى إستمرار الضغط الدولي على الرياض لكشف حقيقة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، وعدم منحها رخصة قتل زملائه المعتقلين لديها، متوقّعاً إستمرار الضغط الدولي الحاسم والثابت والقوي على السعودية بهدف بلوغ الحقيقة الكاملة بشأن قتل خاشقجي. وإعتبر ديلوار أنّ أيّ تخفيف للضغط واتباع سياسة توفيقية، سيكون مساوياً لمنح رخصة قتل السعودية.
من جانبها، أدانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" قتل خاشقجي، داعيةً إلى ضمان مثول مرتكبي الجريمة أمام العدالة.
وفي المواقف أيضاً، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ الأكاذيب السعوديّة صارخة جداً وغير قابلة للتصديق، مشيرةً إلى أنّ بن سلمان سبق أن أفلت من خطف رئيس وزراء لبنان سعد الحريري وتجويع ثمانية ملايين يمني. ونبّهت إلى أنّه إذا أفلت بن سلمان من مسؤوليته عن مقتل خاشقجي فهذا سيكون بمثابة ضوء أخضر له، مؤكّدةً أنّ تصرّفات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط ستؤدي إلى سقوطه.
كذلك، أعلن رئيس الوزراء الهولندي أنّ الكثير ما يزال غامضاً في قضيّة إختفاء الصحافي خاشقجي، متوقّعاً وآملاً أن تتضح كلّ الحقائق بأسرع وقت ممكن.
بدورها، الحكومة البريطانية أعلنت أنّها تبحث الخطوات المقبلة بعد إعتراف السعودية بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها باسطنبول.