
تتكثف حركةُ الاتصالات واللقاءات والمشاورات بين الأفرقاء السياسيين على أكثر من محور، لتذليل العقباتِ المتبقية أمام ولادة الحكومة.
وبموازاة المسار الحكومي، أثارت أعمالُ الشغب والاعتداءُ الممنهجُ على القوى الأمنية والأملاك العامة والخاصة علامات استفهامٍ كبيرة عن الأسبابِ التي تدفع هؤلاء الشبان الى القيامِ بذلك، والجهاتِ التي تقف خلفَهم.
منطقة وسط بيروت شهدت أمس مواجهات بين شبانٍ محتجين جاءت أعدادٌ منهم من مناطق الشمال وعناصر مكافحة الشغب، وتركزت هذه المواجهات أمام أحد مداخل مجلس النواب في شارع البلدية قبل أن تتمكن القوى الأمنية من إبعادهم إلى منطقة الصيفي بعد قرابة أربع ساعات من المواجهات استخدم فيها المتظاهرون الحجارة والمفرقعات النارية وقنابل المولوتوف، فيما ردت عناصر مكافحة الشغب بخراطيم المياه وإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع بشكل كثيف.
"الوكالة الوطنية للإعلام" أفادت بأن متظاهرين حطموا زجاج محلات تجارية مقابل مدخل مجلس النواب، إضافة إلى اقتحام مكتب شركة "ألفا".
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أن عناصره نقلوا ثلاثين جريحاً من وسط بيروت إلى المستشفيات، كما جرى إسعاف أربعين إصابة في المكان.
المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي كانت طلبت من المتظاهرين المحافظة على سلمية المظاهرة ومنع المشاغبين من الاستمرار في الإعتداءات أو الابتعاد من مكان أعمال الشغب لأنها ستكون مضطرية لردع مثيري الشغب ووقف التعدي وفقاً للقانون.
الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية في الشمال نفت في بيان مشاركة أبناء المخيمات بالتحركات الجارية على الساحة اللبنانية وما يجري في العاصمة بيروت، وأكدت موقفها الثابت بالنأي بالنفس عمّا يحدث في لبنان.
وفي المواقف، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن ما يجري في شوارع العاصمة من تخريب وتكسير وتعدٍّ على الأملاك العامة والخاصة أمر مدان ومستنكر، ولا يمكن أن يكون على صلة بما يطالب به المحتجون وما يرفعونه من شعارات ظاهرها محق ولكن باطنها بات يدعو إلى الريبة والشك، وحذر في بيان من استمرار هذه اللعبة الخطيرة والمدمرة.
المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش علّق على أحداث بيروت أمس، قائلاً: "يوم آخر بدون حكومة ليلة أخرى من العنف والصدامات".