
أعلن المتحدث باسم القوات اليمنية العميد يحيى سريع، في مؤتمر صحفي عرض خلاله نتائج عملية "البنيان المرصوص"، أن "منطقة نهم شهدت عمليات عسكرية تصعيدية للعدوان ومرتزقته،
الأمر الذي فرض على قواتنا التعامل بجدية مع هذا التهديد وهذا المسار العدواني الذي كان يستهدف المنطقة التي تشكل أهمية استراتيجية لدى العدو"، وأضاف: "بدأت عمليات قواتنا في التصدي الحازم للتصعيد العدواني وعلى وقع النجاح في عملية التصدي مضت قواتنا نحو تنفيذ عملية هجومية معاكسة على طول الجبهة المشتعلة في منطقة العمليات".
وقال العميد سريع: "الهدف الاساسي من عملية البنيان المرصوص كان ردع قوات العدو ودحرها من المنطقة، وهو ما يعني تأمين المنطقة بشكل كامل، إضافة الى إفشال المخطط العدواني الذي تمثل في الهجوم الواسع على قواتنا والتقدم الى المناطق المتاخمة للعاصمة صنعاء".
وأضاف: "كانت المعلومات الاستخباراتية لدى قواتنا تؤكد أن العدو إستعد لهذه العملية الهجومية منذ أشهر عدة، وأن هدفه الوصول الى أقرب نقطة يتمكن من الوصول إليها باتجاه العاصمة صنعاء، دفع العدو بتشكيلات مختلفة من قواته الى منطقة نهم خلال السنوات الماضية لدرجة أن هذه المنطقة كان بها 17 لواء وعسكري وعدد من الكتائب ونقل اليها عتاد عسكري مختلف من السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، منطقة عسكرية بالكامل تابعة للعدو كانت تتمركز في منطقة نهم".
وتابع العميد سريع قائلاً: "نجحت قواتنا في تنفيذ المهام العملياتية خلال الساعات الأولى من تنفيذ العملية قبل صدور التوجيهات بتطويق قوات العدو من عدة مسارات شرقية وغربية، تمكنت قواتنا خلال الأيام الثلاثة الأولى للعملية من تأمين معظم منطقة نهم منها كافة المواقع الحاكمة، كان هجوم قواتنا من أربعة اتجاهات رئيسية وكل اتجاه تفرع منه عدة مسارات"، لافتاً إلى "إطباق الحصار من خلال عملية تطويق شاملة مع الحرص على فتح عدة مسارات لفرار أكبر قدر ممكن من تحالف العدوان"، وإلى "الضغط العسكري على كافة المواقع والمعسكرات التابعة للعدو لإجبارها على التسليم مع الحرص على أرواح اليمنيين فيها، لا سيما الذين أبدوا استعدادهم لترك المعركة".
وأوضح سريع أن "التصعيد العسكري للعدوان في منطقة نهم تمثل في محاولة الهجوم على قواتنا والتقدم الى مواقع مهمة وكذلك في شن طيران العدوان الحربي غارات عدة على قواتنا، حيث بلغت أكثر من 250 غارة جوية، بعد نجاح قواتنا في التصدي للهجوم المعادي ونفذت هجوماً معاكساً، وشاركت وحدات من قوات الدفاع الجوي بعملية البنيان المرصوص، وكان لمنظومة فاطر 1 دور مهم في إرباك الطيران الحربي وإعاقته عن شن الغارات".
وأعلن سريع أن "عدد عمليات سلاح الجو المسير على أهداف في الداخل والخارج تجاوز 41 عملية وعدد عمليات القوة الصاروخية على أهداف في الداخل والخارج بلغ 21 عملية، ومن ضمن هذه العمليات 26 عملية استهدفت مطارات أبها وجيزان ونجران وقاعدة خميس مشيط وشركة أرامكو وأهدافاً حساسة في العمق السعودي، وكانت هذه الضربات ما بين الخامس والعشرين وحثى الثلاثين من الشهر الحالي يناير".
ولفت المتحدث باسم القوات اليمنية المسلحة إلى "انهيار كبير في صفوف تحالف العدوان وفرار المئات من المسلحين الذين استفادوا من سماح قواتنا لهم بالفرار وترك المعركة، تأمين كامل منطقة نهم، وكان هذا هو الإنجاز الأكبر لقواتنا خلال الأيام الأولى للعملية بما يحمله هذا الإنجاز من نتائج على كافة الأصعدة: وصول قواتنا الى مفرق الجوف وتقدم قواتنا في محافظة الجوف والالتحام بالقوات المتقدمة الى نفس المنطقة والبدء بعملية هجومية أخرى لتحرير مناطق في محافظتي مأرب والجوف، حيث حاول العدو إعادة تجميع قواته في خط دفاعي آخر للتصدي لقواتنا بعد تقدمها الكبير".
وأضاف العميد يحيى سريع: "حررت قواتنا خلال الأيام الأولى من العملية مساحة تقدر بـ 800 كيلو متر مربع طولاً وعرضاً معظمها مواقع استراتيجية ومرتفعات مهمة قبل أن تتمكن وبفضل الله تعالى من تحرير مناطق في محافظتي مأرب والجوف، إضافة إلى نهم وصنعاء، تقدر مساحتها بـ 2500 كيلو متر مربع طولاً وعرضاً".
وقال: "أصبحت مديرية الحزم التي تتضمن عاصمة محافظة الجوف منطقة مواجهات وكذلك بعض أجزاء من مديريتي الغيل ومدغل بمارب، وجرى دحر منطقة عسكرية بالكامل كانت تتمركز في نهم قوامها 17 لواء عسكري وعدد كبير من الكتائب العسكرية، أكثر من 3500 قتيل ومصاب وأسير بينهم 1500 قتيل ولا زالت معظم الجثث في منطقة العمليات، وبين القتلى عدد كبير من القيادات من مختلف المستويات، وبلغ عدد المصابين 1830، بحسب المعلومات الاستخباراتية، وهناك المئات من الأسرى، ونظراً إلى العدد الكبير من القتلى وجهت القيادة بتشكيل لجان للتعامل الإنساني والتوثيقي مع كافة الجثث في منطقة العمليات".
وأكد سريع أن "ضربات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير للقواعد العسكرية والمنشآت الاقتصادية السعودية أدت إلى أضرار كبيرة أصابت تلك الأهداف".
واستعرض العميد سريع مشاهد تظهر جانباً من استعدادات وحدات قتالية من القوات اليمنية المسلحة للتصدي للتصعيد العدواني بنهم وتنفيذ هجوم عكسي على إثره ومشاهد اقتحامات والتحام مباشر بقوات العدو ومشاهد لعمليات لفرار المرتزقة ولخسائر قوات العدو وكذلك الأسرى والمصابين ومشاهد من الخسائر منها مدرعات وآليات وكميات مختلفة من الأسلحة.