وعمدت قوة إسرائيلية إلى إطلاق قنابل الصوت باتجاه المتضامنين مع عائلة سالم في الحي، محاولة عزل منزل العائلة المهدد بالإخلاء، ووضع جنود العدو الحواجز الحديدية بمحيط المنزل في وقت مُنع الصحافيون من التحرك بحرية في تلك المنطقة.

وعزز الاحتلال إجراءاته بعد تجمع دعا إليه المستوطنون أمام منزل عائلة سالم، المهددة بالتهجير كما المئات من أهالي حي الشيخ جراح لمصلحة جمعيات استيطانية تعمل على تفريغه.

وتحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن أن الاحتلال أطلق مياه عادمة باتجاه السكان والاعلاميين، وعمل على تفريق المحتجين بسوائل كيميائية، كما أطلق قنابل صوتية باتجاه أهالي الحي.

وأكد أهالي حي الشيخ جراح إصرارهم على "الدفاع عن أرضنا رغم اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه"، قائلين "سنبقى هنا رغم اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه وسنسكن الخيم إذا هجرونا"، وأضاف الأهالي أن "لن نتخلى عن أي شبر من أرضنا ولن نعطي الاحتلال شيئاً"، مشددين على أنهم سيستمرون في رفع "العلم الفلسطيني الذي يمثلنا والذي يعتبر كل شيء بالنسبة إلينا".

في المقابل، أكدت الفصائل الفلسطينية، اليوم، أنّ "ما يحدث في الشيخ جراح جريمة مكتملة الأركان"، وذلك على خلفية التوترات الأخيرة التي يشهدها حي الشيخ جراح في القدس المحتلة. 

وأكد القيادي في حركة "حماس" مشير المصري أن "التصعيد بالتصعيد وهذه معادلة فرضتها المقاومة الفلسطينية"، مشدداً على أنه "لا يمكن أن نترك حي الشيخ جراح وحيداً ولن نترك العدو يستفرد بعائلة سالم أو غيرها"، ولفت إلى أن "الراجمات ستدافع دائماً عن القدس والمقاومة تدافع عن الشعب أينما كان"، موضحاً أنّ "معركة سيف القدس جسّدت عنوان الوحدة الشعبية".

واعتبر القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خضر حبيب أن "ما يحدث في الشيخ جراح جريمة مكتملة الأركان"، مشيراً إلى أنه "يجب فضح الوجه القبيح لهذا الكيان العنصري وهو يشكل خطراً على كل المنطقة"، وأضاف أنّ "فلسطين كلها هي لشعبنا وليس أمام هذا الكيان إلا الرحيل"، مؤكداً أنّ "كل الشعب الفلسطيني مستهدف ولذلك عليه أن يتوحّد في مواجهة المحتل"، وشدد على أن "نحن على ثقة أنّ شعبنا إذا توحّد في مقاومة المحتل فإنه يستطيع هزم هذا المشروع الصهيوني".

وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة إن "الاعتداءات سياسة ممنهجة للأسرلة"، واعتبر أن "ما تشهده القدس المحتلة يتناقض مع القوانين الدولية ونحذر الاحتلال من اللعب بصواعق التفجير"، وذكّر الاحتلال الإسرائيلي بـ"دروس معركة سيف القدس"، داعياً إلى "توسيع مساحة الاشتباك مع الاحتلال في كل مناطق التماس في الضفة الغربية".

ورأى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد أن "كل جرائم الاحتلال مدعومة من واشنطن"، لافتاً إلى أنّ "هناك صمت عربي كامل وتنسيق بين بعض الدول العربية والعدو الصهيوني"، وأعرب عن "ثقته بدعم محور المقاومة والرهان عليه وليس على المؤسسات العربية والدولية"، مشيراً إلى أنه "نخوض معارك عدة في آنٍ واحد والمقاومة في غزة مستعدة للقيام بواجبها".

وأكدت حركة الأحرار الفلسطينية أن "ما يجري في حي الشيخ جراح هو استمرار للعدوان الصهيوني الممنهج على أهلنا في المدينة المقدسة واستفزاز خطير من شأنه تبديد حالة الهدوء في المنطقة".

وأوضح القيادي في حركة فتح محمد اللحام أن حي الشيخ جراح "أصبح محط اهتمام إنساني عالمي"، داعياً إلى "استثمار ما يحصل في الشيخ جراح لخلق حالة من توحيد الأدوات الكفاحية بوجه الاحتلال".