ماذا كرّس "تفاهم نيسان" بعد عدوان "عناقيد الغضب" عام 96 ..وكيف إستطاعت المقاومة تثبيت معادلة توازن الرعب مع العدو الصهيوني؟(تقرير)
تاريخ النشر 09:05 11-04-2022الكاتب: حسين سلمانالمصدر: خاص إذاعة النورالبلد: محلي
23
"عناقيد الغضب" هو الاسم الذي أطلقه العدو الصهيوني على عدوانه العسكري ضد لبنان في الحادي عشر من تموز عام الف وتسعمئة وستة وتسعين.
عام 96 ...المقاومة تكرس مبدأ حماية المدنيين من الاعتداءات الاسرائيلية عبر "تفاهم نيسان"(تقرير)
عدوان سبقته قمةٌ في شرم الشيخ خلال شهر اذار من العام نفسه برعاية أميركية اجتمع فيها الزعماء العرب بغياب سوريا وتم الاتفاق على القضاء على حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية باعتبارهما عائقا امام التسوية السياسية مع العدو..فما الذي حصل آنذاك؟
بدأت طلائعُ هذا العدوان في الثلاثين من اذار في اعقاب اطلاق الجيش العدو قذيفة تجاه خزان ماء في بلدة ياطر ما ادى الى استشهاد عاملين، فردت المقاومة الاسلامية بإطلاق عشرين صاروخَا على شمال فلسطين المحتلة، لتبدأ بعدها الحربُ العدوانية الشاملة على لبنان والتي استمرت ستة عشر يوماً.
في ذلك العدوان، شن الجيش "الاسرائيلي" أكثر من ألفٍ ومئةِ غارةٍ جوية اضافة الى قصف شامل أطلقت خلاله المواقعُ الاسرائيلية خمسةً وعشرين الفاً ومئةً واثنتين وثلاثين قذيفة، فضلاً عن ارتكاب مجازر وحشية هزت ضمير الأحرار في العالم لا سيما مجازر قانا والمنصوري والنبطية التي سقط نتيجتها مئات الشهداء والجرحى، وفي محاولة للضغط على لبنان أقدم العدوُ "الاسرائيلي" على استهداف منازل المواطنين وتدمير الجسور والبنى التحتية اللبنانية ومحاصرة موانئ بيروت وصيدا وصور وكذلك استهداف محطة الكهرباء في منطقة الجمهور في بيروت.
وفي المقابل، استهدفت المقاومة الاسلامية المستوطنات الصهيونية في الشمال الفلسطيني بأكثر من ستمئة واربعين هجمة صاروخية خصوصاً مستعمرة كريات شمونة وكذلك استهدافت المواقع "الاسرائيلية" على طول الشريط الحدودي المحتل آنذاك ما أدى الى مقتل واصابة العديد من جنود العدو.
إلا ان التصعيد "الاسرائيلي" لم يمنع المقاومة من مواصلة استهداف المستعمرات الصهيوينة ما دفع الكيانَ الصهيوني للذهاب الى القبول بما سُمي آنذاك "تفاهم نيسان" وقد نصَّ التفاهم على ما يلي:
أولاً: ألا تنفذ المقاومة في لبنان هجماتٍ بصواريخ الكاتيوشا أو بأي نوع من الأسلحة على الكيان الصهيوني.
ثانياً: ألا تطلق "إسرائيل" والمتعاونون معها النار بأي نوع من الأسلحة على مدنيين أو أهداف مدنية في لبنان.
ثالثاً: يتلزم الطرفان ضمان ألا يكون المدنيون في أي حال من الأحوال هدفاً لهجوم، وألا تُستخدمَ المناطقُ المأهولة بالمدنيين والمنشآتِ الصناعية والكهربائية كمناطقَ لشن هجماتٍ منها.
رابعاً: ومع عدم انتهاك هذا التفاهم فليس هناك في ما يمنع أي طرف من ممارسة حق الدفاع عن النفس.
الا ان الهدف الاساسي الذي عملت المقاومة على تكرسيه انذاك هو تحييد المدنيين وعدم استهداف المنشآت المدنية وتمكنت بذلك من انتزاع نقطة القوة الأساسية من العدو والتي كان يستغلها للضغط على المقاومة.