"الأربعون ربيعا" تجسد فكرة "ما قبل المقاومة ليس كما بعدها" والشاهد على ذلك المناطق الحدودية في الجنوب (تقرير)
تاريخ النشر 09:15 21-08-2022الكاتب: إلهام نجمالمصدر: خاص إذاعة النورالبلد: محلي
9
لم تبدأ معاناة اللبنانيين بشكل عام والجنوبيين بشكل خاص مع احتلال العدو "الإسرائيلي" لقسم من الأراضي الجنوبية عام اثنين وثمانين، فهذه المعاناة بدأت باكراً منذ وطأ الاحتلالُ الأراضي الفلسطينية عام ثمانية وأربعين،
"الأربعون ربيعا" تجسد فكرة "ما قبل المقاومة ليس كما بعدها" والشاهد على ذلك المناطق الحدودية في الجنوب (تقرير)
فقد حوّل كيانُ العدو لبنان إلى أرضٍ مستباحة لاعتداءاته، فكان أولّها وأخطرها ارتكاب المجازر وأبرزها "مجزرة حولا"، بالإضافة إلى احتلال خمسَ عشرة قرية وإقامة أول شريط حدودي فيها، وتدمير الكثير من المنازل وتشريد الأهالي.
لم تقتصر الإعتداءات على غزو القرى وقتل المدنيين، بل تعدتها إلى ضرب البنية الاقتصادية والاجتماعية، وقد احتفظ العدو بمنطقة أطلق عليها "الحزام الأمني"، فبدأها بمرحلة أولى عام ثمانية وسبعين خلال اجتياح أطلق عليه العدو إسم "عملية الليطاني"، والمرحلة الثانية كانت في اجتياح عام اثنين وثمانين.
ما بين عام ثمانية وأربعين واثنين وثمانين، كان العدو يفعل ما يريد إلى أن جاء الاجتياح، حيث شكّل محطة تاريخية بولادة المقاومة وفق ما شرح الإعلامي والكاتب السياسي رفيق نصر الله، مشيرا الى ان بداية المقاومة كانت بثلة قليلة من المجاهدين لتبدأ بعدها بتطوير ادواتها من اجل مواجهة العدو الصهيوني بامتلاك القدرات والتدريب وترسيخ البعد العقائدي لها، ما ادى الى تراجع كيان العدو عن الكثير من مخططاته لتسقط المقاومة مفاعيل اجتياح عام 82 وكذلك إتفاق 17 ايار .
وعلى الرغم من عدوانيْ ثلاثة وتسعين وستةٍ وتسعين إلا أن المقاومة نجحت في إرساء معادلات كثيرة، بحسب نصر الله، مؤكدا " نحن امام مقاومة مختلفة وحالة جديدة لم تنحصر مفاعيلها في لبنان فقط بل كانت حاضرة على مستوى الصراع العربي الاسرائيلي وتركت اثرها في صلب المقاومة الفلسطينية فكانت الانتفاضة الاولى والثانية وصولا الى تشكيل المقاومة لقوة الردع على مستوى المنطقة لتردع "اسرائيل" وتمنعها من القيام باي اعتداء على لبنان" .
واشار نصر الله الى ان المقاومة استطاعت ان تطور ادواتها فإمتلكت الاسلحة المتطورة وذات البعد الاستراتيجي لتشكل الان ضمانة للبنان ولامانه ولثرواته .
منذ بداية تواجده في فلسطين المحتلة، حاول العدو "الإسرائيلي" السيطرة على مناطق وأراضٍ لبنانية، إلا أن تطور عمل المقاومة منذ بداياتها أفشل كل مخططات العدو في التوسع، لا بل أجبره على الخروج ذليلاً من لبنان عام ألفين، وعدم القدرة على شن عدوان أو حرب ساعة يشاء بعد هزيمته في حرب تموز عام ألفين وستة.