المطران هيلاريون كابوجي حمل فلسطين ومقاومتها في قلبه وعقله حتى الممات.. (تقرير)
تاريخ النشر 08:21 08-08-2022الكاتب: محمد هادي شقيرالمصدر: خاص إذاعة النورالبلد: إقليمي
23
هما صِنْوان لا يفترقان.. هكذا هي علاقة المطران الراحل "هيلاريون كبوجي" بالمقاومة..
المطران هيلاريون كابوجي حمل فلسطين ومقاومتها فيى قلبه وعقله حتى الممات.. (تقرير)
وُلد المطران كبوجي في مدينة حلب السورية عام ألف وتسعمئة واثنين وعشرين.. فلسطينُ التي أحب، احتضنته مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام خمسة وستين..
إحتلالُ فلسطين والظلمُ الواقع على أهلها، أشعلا لدى المطران الراحل روحه الثورية.. في الثامن من آب عام أربعة وسبعين أوقف عناصر من جهاز الشاباك سيارته الخاصة. اقتادوها إلى معتقل المسكوبية في القدس وهناك تكشَّف المستور.
تفكيك السيارة أظهر كمياتٍ من الأسلحة مخبأةً فيها من بينها أربعة رشاشات كلاشينكوف ومسدسان وطرود تحتوي على متفجرات بلاستيكية وصواعق كهربائية وقنابل يدوية وأعيرة نارية كانت في طريقها إلى أيدي المقاومين في حركة "فتح".
على أثر ذلك، فرض الاحتلال على المطران كبوجي عقوبة السجن اثني عشر عاماً أمضى منها أربع سنوات قبل أن يُفرج عنه في تشرين الثاني من العام سبعة وسبعين بطلب من البابا ومن ثَمَّ نُفِيَ إلى روما..
لكن المسافة الجغرافية لم تَحُلْ بينه وبين فلسطين.. فظل المطران هيلاريون كبوجي مشاركاً فاعلاً في حملات رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة.
في أيار عام ألفين وعشرة كان على متن سفينة "مافي مرمرة " التركية التي اعترضتها قوات الاحتلال وهاجمت من فيها وقتلت عدداً من ركابها فشاء القدر ألا يعانق أولاده.
آمن المطران هيلاريون كبوجي بقوة السلاح وظل يردد أن ما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة وكذا تيقَّن ايضا بأن مؤامرة حيكت ضد سوريا لإسقاطها.
وفي الأول من كانون الثاني من العام ألفين وسبعة عشر توفي المطران هيلاريون كبوجي في العاصمة الإيطالية روما عن عمر ناهز أربعة وتسعين عاماً، طاوياً بذلك حقبة من النضال والمقاومة شكَّلت أنموذجاً حيّاً يحتذى به على طريق تحرير فلسطين ومعرفة العدو.