كيف وفّر دخول المقاومة على ملف ترسيم الحدود ورقة قوة في المحافظة على ثروات لبنان النفطية؟ (تقرير)
تاريخ النشر 18:50 01-09-2022الكاتب: إلهام نجمالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
26
في التجارب مع العدو "الإسرائيلي" والمجتمع الدولي لا يختلف اثنان على أن العدو لا يُعطي أصحاب الحق إلا من خلال القوة، وهو ما يمكن الاستناد فيه إلى القرار 425 والذي بقي أكثر من اثنين وعشرين عاماً دون تنفيذ، هذا المسار يمكن قياسه على ملف التفاوض على الحدود
كيف وفّر دخول المقاومة على الخط ورقة قوة في ملف الحقوق البحرية؟ (تقرير)
البحرية، والمستمر منذ اثني عشر عاماً، بتسويفٍ مقصود من واشنطن، أما اليوم فيرى الباحث السياسي د. وسيم بزّي أن عوامل عدة استجدت دفعت بأميركا وكيان العدو إلى الإسراع في الانتهاء من عملية الترسيم.
ويقول الدكتور وسيم بزي في حديث لإذاعة النور:" دخلنا منذ أشهر قليلة بعامل استثنائي غير مسبوق وهو القوة العسكرية للمقاومة، فالمقاومة من اللحظة الأولى كانت تردد -ولا زالت- أنها وراء الدولة اللبنانية في خيار التفاوض، إلا أن هناك مجموعة عوامل استجدت خلال الستة أشهر الماضية".
ويشير بزي إلى أن هذه العوامل تمثلت بالحرب الأوكرانية وتداعياتها على أوروبا، والبحث الأميركي والصهيوني عن بدائل للغاز والنفط الروسيّين باتجاه أوروبا، كما رغبة كيان العدو بأن يستفيد للحد الأقصى مما يعتقد أنه ثروته (المنهوبة من الشعب الفلسطيني) في المياه الإقليمية لكيان العدو، والأسعار العالية التي سجلها النفط والغاز، واستحضار المنصة "إنرجين باور" اليونانية بالإضافة إلى عوامل صراع إضافية غيرت بالتوازن الجيوسياسي.
دخول المقاومة رسم خطاً موازياً لعملية التفاوض بحسب تعبير بزي مع الموقف اللبناني الموحّد، حيث يؤكد الباحث السياسي أن ما اتخذته المقاومة عبر سماحة السيد حسن نصرالله من إدارة تحكم وسيطرة لهذا الملف على مدى الأشهر الستة الماضية، جعل واقع التوازن بين الدولة وكيان العدو يعود من جديد ليستفيد منه لبنان، الأمر الذي أسس لثبات غير مسبوق بالموقف الرسمي اللبناني.
ويضيف بزي:" تجلت وحدة هذا الموقف من خلال لقاء الرؤساء الثلاثة بالموفد الأميركي اموس هوكشتاين في القصر الجمهوري، حيث أدرك الأميركيون لأول مرة أن المقاومة وفرت مؤونة وقوة وحضور استراتيجي، جعل ثقة المفاوض اللبناني وعوامل المقاربة الرسمية للملف تتغيران".
لا شكّ أنه كان لدخول المقاومة من حيث التوقيت الأثرُ الاستثنائي في المجال العسكري والجيوسياسي في ملف ترسيم الحدود، الأمر الذي يدفع العدو "الإسرائيلي" ومن خلفه واشنطن لخفض السقوف نظراً للحاجة الأوروبية والعالمية للطاقة.