
للمرة الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف، تُفتح صناديق الاقتراع في جميع أنحاء الكيان الصهيوني في إطار انتخابات "الكنيست". فهل تنتشل الانتخابات هذه المرّة الكيان المحتلّ من حال الانقسام الداخلي أم ستغرقه أكثر في مستنقع التعثّر؟
في هذا الإطار، يرى الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية يوفال كارني، أنه "من الصعب تصديق أن كل هذا يحدث بالفعل للمرة الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف، ولا أحد يعرف إلى متى، والأسوأ من ذلك كله أنه ربما لا يقود البلاد إلى طريق مع مخرج أيضاً".
ويشكّك الكاتب نفسه في جدوى الانتخابات الحالية بالقول: "هناك علامة استفهام كبيرة معلقة على رأس هذا النظام الانتخابي: هل سيكون هناك قرار، هل سيتمّ كسر ربطة العنق المجنونة المفروضة علينا، هل ستعود "إسرائيل" أخيراً إلى الحياة الطبيعية؟".
ويشهد النظام السياسي في كيان العدو "الإسرائيلي" منذ مطلع عام 2019 حالاً من الفراغ، حيث تكررت دوامة الانتخابات المبكرة، خلال السنوات الأربع الأخيرة، خمس مرات متتالية على النحو التالي:
واليوم، في الأول من تشرين الثاني / نوفمبر 2022، تُعقد الانتخابات الـ 25، حيث يدلي "الإسرائيليون" بأصواتهم للمرة الخامسة لاختيار 120 عضواً من بين 40 قائمة، وتتوقع مراكز استطلاع الرأي العام أن تتجاوز نسبة الحسم 11 قائمة، على أن يظلّ النظام السياسي الحزبي غارقاً في الفراغ ويعاني جرّاء حال العجز والتشظي، بعيداً عن الحسم والقدرة على تجاوز الأزمة التي يمر بها الكيان، وهي أزمة حقيقية تخدش صورته وتؤثر في استقرار الحكم والتخطيط الاستراتيجي وإدارة العلاقات السياسية الداخلية والخارجية.
وتأتي هذه الانتخابات في ظل تصاعد التحذيرات داخل الكيان الصهيوني من استمرار حال الانقسام الداخلي واستمرار خطاب الكراهية والتحريض بين التيارات "الإسرائيلية" وتداعياتها على مستقبل الكيان الغاصب، وأبرز هذه التحذيرات أطلقها رئيس "الشاباك" رونين بار، متحدّثاً عن خطر عدم الاستقرار السياسي والانقسام الداخلي على أمن الكيان وما يقدّمه من دعمٍ لفصائل المقاومة "وهو شيء يجب أن يقلقنا أكثر من أي شيء آخر"، فيما دقّ وزير الحرب في كيان العدو بني غانتس ناقوس الخطر إزاء حدوث حرب أهلية "إسرائيلية" بدأت تغلي بالفعل على الأرض. فهل تكون هذه الانتخابات شعلة "الحرب الأهلية" أو منطلقاً لدوّامة جديدة تمهّد لانتخابات سادسة؟