
ارتفع عدد الإصابات إلى 31 شرطياً فرنسياً وعدد من المتظاهرين، السبت، خلال المواجهات العنيفة بين قوات الأمن الفرنسية ومتحتجين من الجالية الكردية في باريس.
وأفادت قناة "بي إف إم تي في" الفرنسية عن إصابة 12 شرطياً بجروح في الموجة الأولى من المواجهات مع المشاركين في مسيرة كرديّة استنكرت جريمة إطلاق نار من رجل بدوافع عنصرية، وأضافت أن عدد من أصيبوا خلال الـ24 ساعة، ارتفع إلى 12 شرطياً بعد التجميع النهائي.
واندلعت مواجهات، اليوم، بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين أكراد خرجوا تنديداً بمقتل 3 من أبناء الجالية في العاصمة الفرنسية أمس.
وأدّى الحادث إلى خروج مسيرتين، يومي الجمعة والسبت، تحوّلتا إلى اضطرابات واشتباكات مع الشرطة التي أطلقت، على نحو متكرّر، الغاز المسيّل للدموع واستخدمت قنابل الصوت كإجراء انتقامي.
وكان رجل فرنسي يبلغ من العمر 69 عاماً، وفي سجله محاولتا اغتيال عامي 2016 و2021، قد فتح النار قرب مركز ثقافي كردي في الدائرة العاشرة في باريس.
وشرع مكتب المدعي العام في باريس بفتح تحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، بعدما اعترف مُطلق النار بأنّه هاجم الجالية الكردية بدافع الكراهية العنصرية.
وقررت النيابة العامة الفرنسية، اليوم، تمديد توقيف المشتبه فيه الذي قتل 3 أكراد بمسدس، مشيرةً إلى أنّ التحقيق اعتمد أيضاً على البحث في الدافع العنصري.
وتركز التحقيقات الآن على تهم القتل ومحاولة القتل والعنف المسلح إضافة إلى انتهاك التشريعات المتعلقة بالأسلحة بدافع عنصري. وقالت النيابة إن "إضافة هذا الأمر لا يُغيّر الحد الأقصى للعقوبة المحتملة التي تبقى السجن المؤبد".
وكان الرجل قد أكّد أنّه أطلق النار لأسباب تتعلق بكراهية الأجانب، كما ذكر مصدر قريب من التحقيقات المتواصلة، اليوم السبت، لتحديد دوافعه.
وصرّح المصدر أنّ المشتبه فيه الذي تمّت السيطرة عليه قبل تدخل الشرطة أوقف وبحوزته "حقيبة صغيرة" تحتوي على "مخزنين أو ثلاثة من الخراطيش، وعلبة خرطوش أخرى من عيار 45 تحوي 25 خرطوشة على الأقل".
وأكد بذلك معلومات نشرتها الأسبوعية الفرنسية "لو جورنال دو ديمانش"، وأوضح أنّ السلاح الذي استخدم هو مسدس من نوع "كولت 45-1911" و"يبدو مهترئاً".
وجرت الوقائع في شارع قرب مركز ثقافي كردي في حي تجاري حيوي ترتاده الجالية الكردية، وسبق لمطلق النار ارتكاب أعمال عنف بسلاح في الماضي.
وقُتل في إطلاق النار 3 أشخاص هم رجلان وامرأة وأصيب رجل بجروح خطرة وآخران جروحهما أقل خطراً.
والمرأة التي قُتلت هي أمينة كارا وكانت قيادية في الحركة النسائية الكردية في فرنسا، بحسب المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا. وقال المتحدث باسم الحركة أجيت بولات في مؤتمر صحافي، أمس الجمعة، إنّها تقدّمت بطلب لجوء سياسي "رفضته السلطات الفرنسية".
أما الرجلان اللذان قتلا فهما عبد الرحمن كيزيل وهو "مواطن كردي عادي" يتردّد إلى المركز الثقافي "يومياً"، ومير بيروير وهو فنان كردي ولاجئ سياسي "ملاحق في تركيا بسبب فنه"، وقد أكد مصدر في الشرطة لوكالة الأنباء الفرنسية هويتَي أمينة كارا وعبد الرحمن كيزيل.