
تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" جنوبي الخرطوم وفي أم درمان.
وارتفعت وتيرة الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في محيط سلاح المدرعات بمنطقة جبرة جنوبي الخرطوم.
من جهتها، أطلقت قوات "الدعم السريع" قذائف هاون على معسكر سلاح المهندسين في مدينة أم درمان.
وكانت مدفعية الجيش السوداني قد استهدفت صباح اليوم الأربعاء مواقع تابعة لقوات "الدعم السريع" في أرض المعسكرات والمدينة الرياضية جنوبي العاصمة الخرطوم، فيما ردت قوات الدعم السريع بقصف أحياء في محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.
هذا وأصدر رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، مرسومًا دستوريًا بحل قوات "الدعم السريع".
كما أصدر البرهان أيضًا مرسومًا دستوريًا قضى بإلغاء قانون قوات "الدعم السريع" لسنة 2017 وتعديلاته لسنة 2019.
ووجه القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والأمانة العامة لمجلس السيادة والجهات المعنية الأخرى بوضع المرسوم موضع التنفيذ.
عقوبات أميركية على مسؤولين في قوات "الدعم السريع"
ومع تصاعد وتيرة المعارك على الأرض، أعلنت وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان أنّ واشنطن "اتخذت إجراءات ضد اثنين من كبار قادة قوات "الدعم السريع"".
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ وزارة الخزانة "فرضت عقوبات على نائب قائد قوات "الدعم السريع"، عبد الرحيم حمدان دقلو، على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان في السودان".
وفي الوقت نفسه، فرضت الخارجية الأميركية، قيودًا على تأشيرة دخول قائد قوات "الدعم السريع" في غرب دارفور، عبد الرحمن جمعة "لتورطه في انتهاك لحقوق الإنسان"، وفق البيان.
وقال بلينكن إن بلاده لن "تتردد في استخدام الأدوات المتاحة لنا لإعاقة قدرة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على إطالة أمد هذه الحرب".
وأضاف أنه "على الأطراف الامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع أو غيرها من الانتهاكات، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، والتفاوض على إنهاء الصراع".
بدورها، أعلنت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد -خلال رحلة إلى حدود تشاد مع السودان اليوم الأربعاء- أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.
من جهتها، أعربت منظّمة "إيغاد" عن قلقها من عدم تحسن الوضع في السودان مع اتساع نطاق القتال إلى مناطق نائية.
وأدانت المنظّمة بشدة الحرب في السودان، داعيةً الأطراف المتحاربة إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية.
وجدَّدت "إيغاد" التزام دول المجموعة الرباعية بعقد اجتماع مباشر بين الأطراف المتحاربة في السودان، مقترحةً توحيد جميع مبادرات السلام الخاصة بالسودان في إطار يعالج الصراع بشكل شامل.
وأعلنت المنظمة عن تعبئة مليون دولار من كل دولة عضو في الهيئة لتقديم المساعدة الإنسانية ودعم السلام بالسودان.
عشرات آلاف النازحين
وفي شأن متصل، أعلن مفوض مفوضية الأمم المتحدة للعون الإنساني بولاية شرق دارفور محمد أحمد عيسى وصول أكثر من 80 ألف نازح إلى الولاية هربا من ويلات الحرب، وفق ما ذكرته وكالة السودان للأنباء.
وأشار عيسى إلى أن الوضع الإنساني بالولاية يتطلب تضافر الجهود والتدخل العاجل من الحكومات والمنظمات الإنسانية.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم أن بلاده تحتاج إلى 60 مليون دولار لتوفير الإمداد الدوائي حتى نهاية العام الجاري.
يذكر أن ولاية شرق دارفور هي الولاية الوحيدة في دارفور التي لم يصلها القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، مما جعلها تستقبل أعدادا كبيرة من الفارين من الحرب.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، أمس الثلاثاء، بتضاعف عدد النازحين داخليًا، منذ بداية الصراع في السودان، موضحةً أن العدد بلغ حالياً نحو 7.1 مليون نازح.
وقالت المنظمة إنّ "الصراع في السودان، تسبب في أزمة إنسانية حادة، إذ يتزايد نقص الغذاء والماء والأدوية، وترتفع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، بسبب تعطل طرق التجارة ومحدودية الوصول إليها".