
يسود الهدوء الحذر مخيم عين الحلوة بعد الاتفاق الذي جرى التوصل اليه نتيجة الاتصالات التي جرت على اعلى المستويات اللبنانية والفلسطينية .
وكانت الاشتباكات بين حركة فتح والمجموعات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة قد انتقلت من محور البركسات التعمير الطوارئ لتتمركز في محور حي حطين جبل الحليب، حيث سمعت أصوات القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة.
واسفرت الاشتباكات عن إصابة أكثر من خمسة وثلاثين شخصاً توزّعوا على مستشفيات مدينة صيدا .
وذكرت مصادر فلسطينية، ان التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار جاء بعد جهود حثيثة بذلها مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد سهيل حرب، الذي عقد اجتماعاً مع قيادتي حركة "فتح" ممثلة بأمين سرها في لبنان فتحي أبو العردات، و"حماس" ممثلة بمسؤولها في لبنان أحمد عبد الهادي في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا.
واعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك الالتزام في تثبيت وقف إطلاق النار، واكدت "قرار هيئة العمل المركزية بتعزيز القوة المشتركة من الأطر السياسية الوطنية والإسلامية للقيام بالمهام الموكلة إليها".
الى ذلك، أعلن رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا محمد فايز البزري في بيان إقفال مدارس الجمعية يوم غد السبت، بسبب الأوضاع الأمنية المستجدة في مخيم عين الحلوة ، وذلك حرصاً على سلامة موظفيها وجميع العاملين فيها،
الى ذلك، وجه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا نداءً عاجلاً لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا، وقال إن الاشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة إلى جانب الاستيلاء المستمر على ثماني مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول ما يقرب من 6,000 طفل إلى مدارسهم على أعتاب العام الدراسي.
وفي سياق متصل، اعتبر النائب عبد الرحمن البزري في بيان، أن "أحداث مخيم عين الحلوة الأخيرة والتي سبقتها هي دليل على وجود مشكلة أمنية سياسية في هذا المخيم تؤثر سلبًا على سلامة الأهالي سواء في منطقة صيدا ومحيطها أم في مخيم عين الحلوة".
وأضاف أنّ ما جرى بالأمس هو دليل على عدم نجاح مختلف الجهود التي بذلت مشكورة من القوى السياسية اللبنانية المحلية والوطنية والحكومية، إضافة إلى اللقاءات المتعددة في ما بين الفصائل الفلسطينية، مشددًا على أن المواطنين في مدينة صيدا ومنطقتها وفي مخيم عين الحلوة قد فقدوا صبرهم وثقتهم بالحلول المطروحة، ومن المفترض أن تقوم الدولة اللبنانية بمسؤوليتها كاملة تجاه مواطنيها وتجاه المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين في حمايتهم وحماية استقرار أمن ومصالح مدينة صيدا ومنطقتها.
وختم البزري معتبرًا أن "الخاسر الأكبر هو صيدا الحاضنة الأساسية للقضية الفلسطينية في لبنان، وأن ما يحدث يصب في خانة العدو "الإسرائيلي".