
في كل حرب تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، يبرز مصطلح "غلاف غزة" أو مستوطنات غلاف غزة، كهدف عسكري لصواريخ المقاومة الفلسطينية، فما هو هذا الغلاف وما أهم المستوطنات والمدن المقامة فيه، وماذا يمثل استراتيجياً للاحتلال؟
يمتد القطاع على مساحة 360 كيلومترا مربعا، بطول 41 كيلومترا وعرض يتراوح بين 5 و15 كيلومترا، في المنطقة الجنوبية من السهل الساحلي الفلسطيني على البحر المتوسط.
تم تحرير قطاع غزة من قبل المقاومة الفلسطينية عام 2005، وخرجت قوات الاحتلال من قطاع غزة وتم إخلاء المستوطنات وانتهى الوجود الاستيطاني "الإسرائيلي" بقطاع غزة في 12 سبتمبر/أيلول 2005.
أزيلت جميع المستوطنات (25 مستوطنة) وانتهت عملية الانسحاب "الإسرائيلية" المذلة وتفكيك المستوطنات وإخلاء المستوطنين (8500 مستوطن) في 12 سبتمبر/أيلول 2005.
وعقب الانسحاب المذلّ من قطاع غزة، أنشأ الاحتلال "منطقة عازلة" على طول الحدود البرية، وبقيت عشرات المستوطنات القريبة من القطاع التي يطلق عليها الآن غلاف غزة، ويبلغ عددها نحو 50 مستوطنة، وتقع في مسافة تبلغ نحو 40 كيلومتراً في محيط القطاع.
وقد ارتفع عدد المستوطنين في غلاف غزة من نحو 42 ألفا عام 2009 إلى حوالي 55 ألفا عام 2019، بزيادة قدرها 30.6%، بحسب تقرير سابق لموقع "غلوبس" الاقتصادي "الإسرائيلي".
ويتكون هذا الغلاف من 3 مجالس إقليمية تابعة لحكومة العدو "الإسرائيلي"، وهي "مجلس أشكول" ويمتد على مساحة 380 كيلومتراً مربعاً، ويسكنه أكثر من 13 ألف مستوطن، يعيشون في 32 مستوطنة.
والثاني "مجلس أشكلون" ويقع على 175 كيلومترا مربعا، ويعيش فيه حوالي 17 ألف إسرائيلي في 4 مستوطنات، والثالث "مجلس شاعر هنيغف" ويمتد لمساحة 180 كيلومترا مربعا، وفيه 11 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من 7 آلاف مستوطن.
وأبرز هذه المستوطنات "كيسوفيم وزيكيم ونحال عوز وكريات ملاخي وكريات غات إضافة إلى مدن ديمونا وعسقلان وأسدود وسديروت"، وهي من أكثر المناطق التي تستهدفها الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي تنطلق من القطاع.
وتقوم حكومة العدو "الإسرائيلي" ببناء جدار إسمنتي من عدة طبقات أسفل سطح الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة، في محاولة لمنع وصول أنفاق المقاومة إلى البلدات والمعسكرات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
وبحسب محللين فإن "الحكومة الإسرائيلية" تعمل في العادة على تقديم مغريات كبيرة لسكان المستوطنات في غلاف غزة من أجل جذبهم للسكن فيها والبقاء كحاجز جغرافي وديموغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية، كما أنها تهدف من وجوده إلى تطويق القطاع وتقييد حرية فصائل المقاومة في الوصول إلى أهداف أكثر عمقاً.
ومعظم سكان هذه المستوطنات من اليهود الشرقيين الذين ينظر إليهم داخل المجتمع "الإسرائيلي" بعنصرية، إذ تعمل حكومة الاحتلال على نقلهم إلى هناك لتجنب المشاكل المجتمعية.