بعد إعلان تأجيلها مرّات عدّة.. لماذا تتهيّب "إسرائيل" العمليّة البريّة في غزّة (تقرير)
تاريخ النشر 20:36 25-10-2023الكاتب: حسين سلمانالمصدر: إذاعة النورالبلد: إقليمي
19
سيناريوهات عدّة طرحها العدوُ "الاسرائيلي" للدخولِ البري الى قطاعِ غزة سرعان تراجع عنها لأسبابٍ وحججٍ متعددة..
كيان العدو يرتكب المجازر والفظائع بحق المستشفيات ودور العبادة والمجتمع الدولي يغض الطرف فكيف يمكن قراءة هذه الجرائم ؟(تقرير)
اجتماعاتٌ متتاليةٌ عقدها المجلسُ الوزاري الصهيوني المصغر خرج بعدها الاعلام العبري لينقل عن جيش الاحتلال تأكيده بدءَ عملية الغزو البري ومن ثم يتراجع ويتحدث عن ارجاء العملية البرية، ويعكسُ التباينات القائمة في الاجتماعات حيال تطوّرات الأوضاع في غزة ورمي التهم والمسؤوليات على بعضهم البعض، وفي الاطار أسدى عدد كبير من الجنرالات الصهاينة نصائح للجيش "الاسرائيلي" بعدم الدخول الى غزة والخوض في أتون معركةٍ قد تكون اشدَ إيلاماً على "اسرائيل" من عملية طوفان الأقصى.. فلماذا يتهيّب الجيش "الاسرائيلي" من الدخول الى قطاع غزة، عن ذلك يحدثنا الخبير في الشؤون الاستراتيجية العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط، قائلاً:"هذا الدخول تعترضه عدّة عوائق،منها طبيعة الجنود الصهاينة، وعلاقتهم بين المستوى العسكريّ والسياسيّ،بالاضافة الى أنّ قوات النخبة التي تُكلّف عادة بمثل هذه المهمّة مقسومة عدّة أقسام".
ويشير العميد حطيط إلى أن المقاومة الفلسطينية تعدّ خطة دفاعيّة محكمة في حال قرر العدو الدخول الى قطاع غزة، ويشير إلى أنّ طبيعة الخطة الدفاعيّة معقّدة وأن المقاومة في غزّة بدأت بتجهيز الخطّة من العام 2014 واستغرقت 9 أعوام وعالجت فيها كل الثغرات.
ويرى الخبراء العسكريون ان هناك ثلاث صيغ أمام العدو "الاسرائيلي" حيال العملية البرية: الصيغة الاولى: الدخول الشامل الى قطاع غزة والعمل من الشمال والشرق على حد سواء وتقطيع القطاع الى مربعات، وهذا العمل قد يكلف اسرائيل أثماناً باهظة وهو غير مأمون النتائج.
الصيفة الثانية تختلف عن الأولى وهي تقوم على احتلال الجزء الشمالي من قطاع غزة عبر العمل على محاور لا تقحم العدو الى داخل القطاع بل تقوم بملامسة من اثنين الى ثلاثة كيلومترات ومن ثم تتدخل الولايات المتحدة الأميركية بقرار لوقف اطلاق النار وتنجده كما فعلت في العام الفين وستة.
الصيغة الثالثة وهي التحرّش بالقشرة السطحيّة وهنا يعمل الأميركي على خطين: الأول وهو خط الميدان بالاحتكاك دون الدخول إلى العمق، وخطُ إنتاج البيئة التفاوضية لوقف إطلاق النار ومن ثم تمكين العدو من تحقيق أهدافه بالمقدار المستطاع في السياسة.