ثلاثون عامًا على مجزرة الحرم الإبراهيمي.. نهجٌ مستمر من الإجرام والإرهاب "الإسرائيلي" (تقرير)
تاريخ النشر 07:52 25-02-2024الكاتب: حسن بدرانالمصدر: إذاعة النورالبلد: إقليمي
30
فجر يوم الجمعة في الخامس والعشرين من شباط عام 1994، الموافق الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، تسلل مستوطن صهيوني يدعى "باروخ جولدشتاين" إلى داخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية في أثناء صلاة الفجر، مرتدياً الزي العسكري وحاملاً بندقية رشاشة.
مجزرة الحرم الإبراهيمي
انتظر حتى سجد المصلون، ثم فتح نيران سلاحه عليهم وهم سجود، وساعده في ارتكاب جريمته مستوطنون آخرون عاونوه في تعبئة الذخيرة من رصاص الدمدم المتفجر الذي اخترقت شظاياه رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم، قبل أن ينقض مصلّون على الإرهابي جولدشتاين ويقتلوه.
حصيلة المجزرة لم تستقر على 29 شهيداً و15 جريحاً، حيث ارتكب جيش العدو مذبحة أخرى في أثناء تشييع الشهداء عندما أطلق جنوده الرصاص على المشيّعين، فقتلوا عدداً منهم ما رفع عدد الشهداء إلى 50 والجرحى إلى 150.
مجزرة الحرم الإبراهيمي لم تكن الأولى المُرتكبة على يد عصابات المستوطنين وجيش الإحتلال منذ احتلال فلسطين وبالتأكيد لم تكن الأخيرة، إذ يستمر نهج الإجرام "الإسرائيلي" إلى يومنا هذا، والشاهد على ذلك ما يجري في قطاع غزة، كما يؤكد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال.
وفي حديثٍ لإذاعة النور، يعتبر عبد العال أن "كل المجازر التي تُرتكب في تاريخ هذا الكيان العنصري على الأراضي الفلسطينية هي مسائل لا تتعلق بقضايا آنية أو أحداث ذات طابع سياسي، وإنما تتعلق بالأيديولوجيا القائمة أساسًا على فكرة الإقصاء والإبادة التي تُمارس منذ عام 1948".
لكن كل هذا الإجرام لن يُخضع الشعب الفلسطيني يجزم عبد العال، حيث يؤكد "أن الكيان الصهيوني أساسًا مشكوك في وجوده وشرعيته، وهو يعاني من القلق الوجودي، وبالتالي فإنه يلجأ لفرض وجوده بالقتل والعنف والمجازر التي لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا مزيدًا من الثبات والمقاومة".
ويختم عبد العال بأن رواية الحق الفلسطينية ستبقى تواجه رواية الباطل "الإسرائيلية" لأنها الأكثر رسوخًا، وفي سبيلها يقدم الشعب الفلسطيني كل ما يملك حتى ينتصر.