السيد الحوثي: العدو "الإسرائيلي" يواصل حرب الإبادة في غزة ويسعى لتهويد الأقصى ضمن مسار عدائي
تاريخ النشر 17:45 29-05-2025 الكاتب: إذاعة النور المصدر: وكالات البلد: إقليمي
2

أكد قائد "أنصار الله" السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنّ العدو "الإسرائيلي" مستمر منذ أكثر من عشرين شهراً، في حرب إبادة متواصلة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

السيد الحوثي:  العدوان الأميركي يسهم في تطوير القدرات العسكرية أكثر فأكثر
السيد الحوثي: العدوان الأميركي يسهم في تطوير القدرات العسكرية أكثر فأكثر

وأشار السيد الحوثي في كلمة متلفزة حول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، إلى أنّ "واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تمثلت في استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة"، مضيفًا أنّ "العدو يتعمد قصف النازحين في ساعات الليل المتأخرة، ويستهدف الأطفال بشكل مباشر انطلاقًا من عقيدته العدوانية".

وأوضح أنّ "العقلية الصهيونية تعاني مشكلة وجودية مع الشعب الفلسطيني على أرضه، وتسعى للتخلص منه بالكامل"، مؤكدًا أن آلاف الأطفال مهددون بالموت جوعًا في غزة، في ظل وفيات يومية نتيجة التجويع وسوء التغذية، واصفًا خطة توزيع المساعدات التي يعتمدها العدو بأنها "أسلوب مخادع ومهزلة" تهدف إلى هندسة التجويع.

وأضاف أنّ "العدو "الإسرائيلي" يسعى لحشر مئات الآلاف من الفلسطينيين في مناطق ضيقة، وإجبارهم على انتظار كميات ضئيلة جدًا من الطعام، وفق آلية توزيع إجرامية، بينما يمنع في الوقت نفسه دخول آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، والتي ينتهي بها الأمر إلى التعفن".

واعتبر السيد الحوثي أنّ هذه الآلية في توزيع المساعدات تمثل "مهزلة مرفوضة دوليًا"، ولا يمكن لأي طرف أن يقبل بها، محذّرًا من أنّ موافقة أي جهة دولية، سواء الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات، "تعني عمليًا القبول بانتهاك المواثيق الدولية وحقوق الإنسان".

ووصف مساعي العدو للسيطرة على توزيع الغذاء بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، مشيرًا إلى أنّ العدو يواصل استهداف القطاع الصحي إلى جانب القتل والتجويع، ضمن مخطط متكامل يهدف إلى تهجير السكان من غزة واحتلالها بالكامل.

وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، شدّد السيد الحوثي على أنّ العدو "الإسرائيلي" يواصل اعتداءاته بجميع أشكالها، حيث أعلن عن خطط لإنشاء عدد كبير من المغتصبات، بهدف تعزيز سيطرته على الضفة، بالتوازي مع أعمال القتل والاختطاف والنهب التي تمارسها قوات الاحتلال والمستوطنون.

وحول ذكرى احتلال القدس، وصف السيد الحوثي هذه المناسبة بأنها من "أسوأ الذكريات في تاريخ الأمة الإسلامية"، معتبرًا أنّه "كان من المفترض أنّ تدفع هذه الذكرى الأمة إلى مراجعة مسؤولياتها تجاه مقدساتها، خصوصًا في ظل تزايد المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى".

وأوضح أنّ العدو "الإسرائيلي" لا يخفي نيته في تدمير المسجد الأقصى، بل يعلن ذلك صراحة، ويخطو خطوات واضحة في هذا الاتجاه من خلال الاقتحامات المتصاعدة، والحفريات والأنفاق التي تتم بشكل مدروس تحت وحول المسجد.

وأشار إلى أنّ "عدد الأنفاق والحفريات التي نفذها العدو في محيط الأقصى بلغ 27، ما أدى إلى جعل السور الجنوبي للمسجد معلقًا دون أساسات داعمة"، محذّرًا من أنّ "العمل في هذه الأنفاق بدأ منذ عام 2005، وتم تدشينه رسميًا قبل ست سنوات بمشاركة السفير الأميركي آنذاك".

وأكد أن ما يجري من استهداف للأقصى "ليس ردّ فعل على طوفان الأقصى، بل هو امتداد لمسار طويل من التهويد"، يشمل اقتحامات يومية متصاعدة تهدف إلى طمس هوية المسجد الإسلامية، وتحويله إلى مَعْلم يهودي.

وانتقد السيد الحوثي صمت المسلمين تجاه ما يجري في القدس، معتبرًا أنه في مقابل هذا الصمت، نفذ الصهاينة أكبر موجات اقتحام للمسجد الأقصى شارك فيها الآلاف، ورافقها أداء طقوس تلمودية تؤكد النية على التهويد الكامل.

ورأى أنّ الميل نحو الصهاينة والولاء لهم من قبل بعض العرب يمثل "حالة مرضية وإفلاسًا أخلاقيًا وفطريًا"، مشددًا على أن من الخلل في سلامة الفطرة أن يتقرب الإنسان إلى كيان يُظهر كل هذا الحقد والإجرام.

وشدد على أنّ اليهود الصهاينة أعداء لكل العرب والمسلمين، وليس فقط لإيران، مذكّرًا بشعاراتهم الداعية إلى "الموت للعرب" التي يُرددونها منذ عقود، والتي تؤكد طبيعة عدائهم الشامل.

ولفت إلى أن أبواق الصهيونية في المجتمعات العربية، وبعض وسائل الإعلام التابعة لها، تحاول تصوير الصراع على أنه إيراني-"إسرائيلي" فقط، بينما يكشف الواقع في فلسطين كذب هذه الدعاية.

وأشار في حديثه عن لبنان إلى أنّ "عيد المقاومة والتحرير في لبنان هو ذكرى عظيمة ومهمة مثلت محطة فارقة في الصراع مع العدو الإسرائيلي"، لافتًا إلى أنّ "استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا والتوغلات والاختطافات والسرقة والنهب درس لكل الناس".

وجدّد السيد الحوثي دعوة الشعب اليمني الأسبوعيّة للخروج المليوني غدًا في العاصمة صنعاء والمحافظات "نصرة لرسول الله ووفاء له ونصرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية ونصرة للشعب الفلسطيني"، واصفًا يوم الغد بـ "يوم نفير ووفاء".