19 آب 2017: الذكرى الأولى لانطلاق عمليتي "فجر الجرود" و"وإن عدتم عدنا" ضدّ تنظيم "داعش" الإرهابي
تاريخ النشر 08:58 19-08-2018 الكاتب: محمد علي طه المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
561

هو التاسع عشر من آب عام ألفين وسبعة عشر يطرق باب الذاكرة، حاملاً معه بشائر النصر الثاني من أعالي الجرود، حيث امتزجت دماء شهداء جيشٍ أبيّ ومقاومة صلبة بإرادة شعب لم تكسرها همجيّة عدوٍ تكفيريٍ أراد أن تتنقل أدوات إجرامه في كل مكان، حاصدةً الأرواح ومخلفةً ورائها رُعباً وانكساراً.

الذكرى الأولى لانطلاق عمليتي "فجر الجرود" و"وإن عدتم عدنا"
الذكرى الأولى لانطلاق عمليتي "فجر الجرود" و"وإن عدتم عدنا"

النصر أزهر بسواعد مباركة وانقلب السحر على الساحر ليرتدّ العدو التكفيري مذعوراً كما داعميه، وأشرق فجر الجرود، والراية الصفراء تُعانق علم لبنان في أعاليها، فيما العلم السوري يُرفرف على المقلب الآخر من الحدود، حيث المقاومة والجيش السوري قادا عمليّة تحرير القلمون الغربي، لترتعد فرائص الإرهابيين التكفيريين مع عبارة "وإن عدتم عدنا"، فإذا بهم يولون الأدبار.

بعد ان انتهت المقاومة من عقدت الإرهابيين عند جرود عرسال من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وأحرار الشام، كان قرار لبنان حاسماً بالتخلص من الإرهاب في جرود رأس بعلبك والقاع ودحر تنظيم "داعش" الإرهابي واستعادة أسر الجيش اللبناني منه.

فجر التاسع عشر من آب من العام الماضي كان الموعد.. انطلقت العمليات من الجانب اللبناني، "فجر الجرود" بدأت: قصف مدفعي للجيش اللبناني طال مواقع الإرهابيين، ومن الجانب السوري تقدم المقاومة ضمن عملية "وإن عدتم عدنا"، وللجيش السوري حصة من التقدّم. 

المشهد في وزارة الدفاع كخليّة نحلٍ كان، ساعة على انطلاق العملية وصل بعدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى اليرزة ، جلس إلى جانب قائد الجيش جلس وأعطى توجيهاته: تخلصوا من الإرهاب.

وهكذا كان.. سيطر الجيش والمقاومون على عدد من التلال الحاكمة والمواقع الاستراتيجية: مرتفع ضليل أم الجماعة، ضهور وادي التينة، جبل وادي الخشن، قرنة حقاب الحمام، وقراني العقاب.. تلال ومرتفعات مكّنتهم في الأيام الأولى من ضعضعة الإرهابيين، حتى بدأ بعض المسلحين تسليم أنفسهم إلى المقاومة مع عتادهم، فيما المفصل كان بسيطرة الجيش السوري والمقاومة جرد الجراجير والسيطرة على مرتفع أبو خديج الذي يشرف على كامل سهل الجراجير في القلمون الغربي، إضافة إلى السيطرة على مرتفع شلوف الزمراني الذي يسيطر بالنار على معبر الزمراني، إضافة إلى مرتفع حليمة قارة الحاكم والمشرف بالرؤية والنار، وهو المرتفع الفاصل ما بين الحدود اللبنانية والسورية، حيث رفع العلمان السوري واللبناني هناك.

الضغط الناري الكثيف من المقاومة والجيش السوري من جهة ومن الجيش اللبناني من الجهة الثانية ساهم في تقصير مدة الحرب. بعد نحو عشرة أيام، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي إستستلامه، جرت بعدها مفاوضات أدت إلى الكشف عن مصير جنود الجيش اللبناني المخطوفين مقابل خروج الإرهابيين إلى البوكمال. كُشف مصير الجنود فكانوا شهداء، فيما استعادت المقاومة جثامين أربعة شهداء لها وأحد مقاوميها الأسرى.

وفي المعركة، حقق الجيش والمقاومة إنجازات هامة وأنتجوا في الواقع الاستراتيجي والسياسي دلالات كثيرة، أبرزها أن لبنان في صلب المعسكر الحقيقي لمكافحة الإرهاب، وأنه نفض عنه ما قيّدته به سياسة النأي بالنفس التي دفع ثمناً باهظاً من هيبته وسلامة جنوده، فيما ترسخت أكثر المعادلة الذهبية "الشعب والجيش والمقاومة".