
من مدينة الياسمين انطلقنا، وكانت وجهتنا منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، على ذاك الطريق المتعرج، حيث عبق شهادة من افتدى أرضاً بدمه ليحيا شعب بأكمله... هناك وأنت تعبر وتشق طريقك بين سلاسل الجبال التي تكحلت رؤوسها بخيوط شمس ذهبية، انعكس ظلها أمناً وأماناً على أرض حرب تداخلت تضاريسها وشكلت التحاماً جغرافياً سورياً لبنانياً، امتد على مسافة 110 كيلومترات، هي طول الحدود القلمونية المشتركة بين البلدين... أرض حرب كان العبور بها حتى الأمس القريب ضرباً من الخيال، نقول ذلك ونحن من عاصر معارك القلمون بأدق تفاصيلها ولحظة بلحظة...