
على خطىً متسارعة تسير حركة الاتصالات في الملف الحكومي، حيث بدا واضحاً أن الأمور تتخذ المنحى الجدّي في عملية التكليف والتأليف.
وفي السياق، نقلت صحيفة "الأخبار" عن مصادر مطّلعة على خط الاتصالات أنه رغم الإيجابية التي يشهدها المسار الحكومي يمكن القول "ما تقول فول ليصير بالمكيول"، خاصة أن أحداً لم يعُد مطمئناً إلى الحريري الذي حاول نشر المكائد وقذف كرة المسؤولية عند الفريق الآخر.
وأشارت الصحيفة إلى ان أسهم الخطيب الذي التقى كلاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل سجّلت صعوداً في ساعات الليل المتأخرة، لا سيما بعد لقاء جمع الحريري بالوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل وقيل إنه إيجابي.
وأشارت المصادر إلى أنه من ضمن الأمور التي عززت حظوظ الخطيب هو خروج الحريري للمرة الأولى بتصريح داعِم له، وهو شرط وضعه الفريق الآخر مطالباً به قبلَ الاستشارات، فيما كان الحريري يطلب الذهاب إلى الاستشارات ومن ثم التسمية.
وإذ رأت هذه المصادر أن إعلان موعد الاستشارات سيكون الإشارة إلى أن الاتفاق صار في حكم المبرم، قالت مصادر بارزة في فريق "8 آذار" إن اللقاء الليلي الذي جمع الحريري بالخليلين أمس كان جيداً جداً، وأفضل من كل الاجتماعات السابقة، ومع أن مدته لم تتجاوز ربع ساعة، شعر الخليلان بأن الحريري جدّي أكثر من المرات السابقة في الدعم والترشيح وتسمية الوزراء.
وقالت المصادر إن الاتفاق تمّ بشأن تأليف حكومة تكنو - سياسية برئاسة الخطيب على أن تكون حكومة إنقاذ انتقالية وأن تسمّي القوى السياسية أسماء ممثليها، فيما كان هناك تمنٍّ بأن لا تضمّ الحكومة العتيدة أسماء نواب حاليين ووزراء سابقين، فيما تقول المعلومات إن رئيس مجلس النواب المتمسك بوزارة المال سيعيد تسمية علي حسن خليل فيما يفضّل عون عودة الوزير سليم جريصاتي.
صحيفة "الجمهورية" نقلت عن مصادر قريبة من الخطيب قولها إنّ رئيس الجمهورية تمنى الإسراع في التفاهم على التركيبة الحكومية، مؤكدة أن البحث تقدم إلى مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب، وهو ما يوحي بإمكان تحديد موعد قريب للإستشارات فور الإنتهاء من توزيع الحقائب.
بدورها، ذكرت صحيفة "اللواء" أن الاجتماع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والمرشح لتولي رئاسة الحكومة سمير الخطيب كان إيجابياً جداً، وكذلك اللقاء مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، لكن لا تزال هناك بعض المطالب التي يجري العمل على تذليلها، وأوضحت مصادر قريبة من الخطيب أن الاتصالات بلغت مرحلة غربلة الأسماء وإسقاطها على الحقائب.
صحيفة "النهار" قالت إذا سار كل شيء وفق ما أوحت به الحركة السياسية التي دبت فيها حيويةٌ مفاجِئةٌ أمس مقترِنةً بلقاءات كثيفة للمرشح الأوفر حظاً تأليف الحكومة العتيدة سمير الخطيب، فإن الساعات المقبلة قد تكون مرشحة لتحديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موعد الاستشارات النيابية الملزمة بصرف النظر عن ردود الفعل الداخلية والخارجية التي ستثيرها ملابسات التركيبة الحكومية المقترحة.