
محاولات النظام السعودي تحسين صيته وتلميع صورته بعد جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي ختمتها السلطات السعودية بمحاكمة هزيلة أقلّ ما يقال فيها أنها فضيحة وبتخريجة برأت خلالها المتورطين الحقيقين في هذه الجريمة و على رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان ومستشاره سعود القحطاني وهو ما كان موضع انتقاد حاد وسخرية
وفي هذا الإطار وصفت مقررة الأمم المتحدة لحالات الإعدام أنييس كالامار الأحكام الصادرة بحق قتلة خاشقجي بالمثيرة للسخرية، معتبرة أنها تفتقد للعدالة، واشارت كالامار الى ان العقول المدبرة لقتله لم تطَلْها التحقيقاتُ بل ظلت حرة طليقة مشددة على ان منح حصانة لقتلة خاشقجي يكشف قمعاً سياسياً وفساداً وسوء استخدام للسلطة وتواطؤاً دولياً.
من جانبها أكدت "منظمة هيومن رايتس ووتش" أن حكم القضاء السعودي في قضية قتل خاشقجي يثبت الحاجة إلى تحقيق مستقل.
رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي آدم شيف أشار الى إن أحكام قضية خاشقجي "محاولة لإبعاد القيادة السعودية وعلى رأسها ولي العهد محمد بن سلمان عن جريمة القتل الوحشية".. شيف أكد أن الكونغرس سيصر على متابعة هذا الملف من أجل تحميل منفذي عملية القتل ومن أمر بتنفيذها المسؤولية".
المرشح الرئاسي الديمقراطي السيناتور بيرني ساندرز أعلن أن وكالة الاستخبارات استنتجت ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر باغتيال جمال خاشقجي ، ساندرز لفت إلى ان المحاكمة الهزيلة التي جرت من قبل نظام مستبد وغير شرعي كانت للتغطية على الفعل مطالباً الرئيس دونالد ترامب بوقف ادعاءاته الودية و العاطفية للدكتاتورية السعودية.
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب دعا السعودية الى ضمان محاسبة جميع المسؤولين عن جريمة قتل خاشقجي وعدم تكرارها.
صحيفة واشنطن بوست الأميركية أكدت أن إغلاق ملف جريمة الصحافي جمال خاشقجي من خلال هذه المحاكمة غير ممكن "حيث " أن الاحكام الصادرة هي استمرار "للنكران و اعتبرت الصحيفة أن هذه الاحكام لا تستجيب للمطالب الاميركية، مشيرًا إلى أن واشنطن تطالب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ أكثر من عام بالمحاسبة والاعتراف بدور المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني في قتل خاشقجي مؤكدة أن "سي آي إي" لا تزال تعتقد ان ابن سلمان هو المسؤول الاساس عن مقتل خاشقجي.
كما وأكدت صحيفة الغارديان البريطانية أن"الحكم على قتلة الصحافي جمال خاشقجي بالإعدام لا يساعد على إصلاح صورة السعودية" فلو كان ولي العهد محمد بن سلمان يظن أن الحكم على خمسة من المهرجين عديمي الحيلة في قضية مقتله سوف يؤدي إلى إغلاق الموضوع فهو مخطيء بشكل مؤسف، لأن الاغتيال الوحشي لخاشقجي شوه صورة المملكة وجلب لها العار وأضر بسمعتها الدولية لفترة طويلة قادمة.
وزارة الخارجية التركية رأت أن الحكم السعودي بمقتل خاشقجي أبعدُ ما يكون عن تحقيق العدالة.