الشيخ نعيم قاسم: إذا لم تلتزم "إسرائيل" بوقف النار لن يكون أمامنا إلا أن نعود إلى خيارات أخرى... لا يجب ربط إعاد الإعمار بأيّ شيء آخر
تاريخ النشر 22:00 29-03-2025 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
8

أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن "يوم القدس العالمي هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، وهو يوم من أجل التضامن مع القدس المحتلة وكل المستضعفين في العالم".

الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم 28-05-2025
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم 28-05-2025

وفي كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي شدد الشيخ نعيم قاسم على أن "اليوم نحن أمام مقاومة فلسطينية متجذرة ومسلحة تريد التحرير من البحر إلى النهر، وقد حصل التحول لتتمكن إلى صناعة طوفان الأقصى فتحولت القضية الفلسطينية إلى قضية عالمية".

 وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن لن نسمح لأحد أن يسلبنا قوتّنا في مواجهة "إسرائيل"، وأوضح أن: "اذا كنا صبرنا فهذا الصبر من أجل إعطاء الفرصة"، وسأل: "هل نبقى متفرّجين أمام الاحتلال؟"، مردفًا: "على المسؤولين أن يعرفوا أن لكلّ شيء حدًّا"، ورأى أن "الوقت ما زال يسمح بالمعالجة السياسية والدبلوماسية".

وفيما يلي نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم بمناسبة يوم القدس العالمي ‌‏29-03-2025:‏

"بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي ‏القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم ‏الدين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
هذا اليوم هو يوم القدس العالمي، وهذه الكلمة هي بهذه المناسبة العظيمة التي أعلنها الإمام الخميني قدس الله ‏روحه الشريفة منذ 46 عامًا في سنة 1979، عندما أعلن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يومًا للقدس. ماذا ‏قال؟ قال قدس سره: "يوم القدس يوم عالمي، لا يختص بالقدس وحدها، وإنما هو يوم مواجهة المستضعفين ‏للمستكبرين، يوم مواجهة الشعوب الرازحة تحت نير الظلم الأمريكي وغير الأمريكي والقوى العظمى". ‏
إذاً، هذا اليوم هو يوم من أجل التضامن مع القدس المحتلة، ومن أجل التضامن مع كل المستضعفين في العالم ‏لمواجهة المستكبرين والمحتلين والمتآمرين والطواغيت الذين يحاولون قهر الشعوب. هذا يوم يمتد من فلسطين ‏إلى كل العالم، ولكن نقطته المركزية في فلسطين المحتلة.‏
إمامنا الخامنئي دام ظله قال: "القضية الفلسطينية بالنسبة لنا في الجمهورية الإسلامية ليست قضية تكتيك، ولا ‏هي حتى استراتيجية سياسية، إنما هي قضية عقيدية قلبية وإيمانية". هذا يُبيّن الأبعاد التي تأخذها قضية القدس ‏ويوم القدس. هنا من المهم جدًا أن نفهم أثر هذا اليوم في تاريخ منطقتنا، وفيما حصل خلال 46 سنة. لو أجرينا ‏مقارنة بين سنة 1979 قبل إعلان يوم القدس وبعد إعلان يوم القدس إلى يومنا هذا في سنة 2025، سنجد أن ‏تحولات كثيرة حصلت لمصلحة التحرير. كانت إيران الإسلام قبل ذلك هي إيران الشاه، كانت داعمة أساسية ‏لإسرائيل، وكانت شرطيًا للخليج وفزاعة للجميع بالتعاون مع الكيان الإسرائيلي. انقلبت، تحولت السفارة إلى سفارة ‏فلسطين، ولم يعد لهذه القوة الكبيرة الموجودة في منطقة الخليج أي دعم للكيان الإسرائيلي. وبدأت المقاومة ‏ودعم المقاومة بكل الإمكانات، إلى أن وجدنا أن التغيرات حصلت بشكل واضح.‏

اليوم نحن أمام مقاومة فلسطينية متجذرة في داخل هذا الشعب، مقاومة مسلحة تريد أن تحرّر من البحر إلى ‏النهر. هذه المقاومة كانت موجودة بنسبة ما في فترة من الزمن منذ الاحتلال، ولكن حصل تطور كبير وتغيّر كبير ‏ودعم كبير جعلها تتقدم إلى الأمام للتمكن من صناعة طوفان الأقصى الذي حوَّل القضية الفلسطينية من قضية ‏كادت أن تكون في الزوايا إلى قضية على المستوى العالمي.‏
في لبنان، أصبحنا قوة مهمة كمقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي.‏
اليمن، إضافة نوعية لمصلحة مواجهة الكيان الإسرائيلي.‏
العراق، قدرة مهمة في مواجهة الغطرسة الأمريكية الإسرائيلية.‏
إذاً، هذه الشعوب في المنطقة، إضافة إلى المقاومات فيها، وإضافة إلى شعوب عديدة في منطقتنا وفي العالم، ‏تضامنت سياسيًا وإعلاميًا وثقافيًا وبالدعم المالي. كل هذا هو متغير حقيقي في القضية الفلسطينية.‏
اليوم لم يعد بالإمكان العودة إلى الوراء، نحن أمام تحول كبير سيؤدي آثاره بشكل مباشر.‏
ثانيًا، إسرائيل غدة سرطانية توسعية بيد الاستكبار الأمريكي. 75 سنة من التوسع داخل فلسطين وخارج فلسطين، ‏وكل ذلك بسبب الأهداف الإسرائيلية التوسعية، وكانت عندما تتراجع في مكان، فإنما تتراجع لأنها تواجه ضغطًا، ‏تواجه مقاومة، تواجه رفضًا. حتى مستوطنات الضفة الغربية تأكلها واحدة تلو الأخرى بشكل تريد من خلاله ‏السيطرة على الضفة الغربية أيضًا. يعني لا يوجد شيء اسمه أراضي 67 بالنسبة للكيان الإسرائيلي، لا يوجد شيء ‏اسمه فلسطين بالنسبة لهذا الكيان.‏
كل هؤلاء الشهداء الذين قدّموا وضحوا، زاد عددهم عن 51,000 شهيد وشهيدة من الرجال والنساء والأطفال ‏والمقاومين والمجاهدين والشعب الفلسطيني، مع الجرحى والأسرى، وكل هذه العذابات، كانت من أجل وضع حدّ ‏لهذا الكيان الإسرائيلي. هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُهزم، فهو صاحب حق، ونحن موعودون في كتاب الله ‏تعالى: " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا".‏
هذا إيماننا بأن النصر في نهاية المطاف لهذا الشعب الفلسطيني صاحب الحق بهذه الأرض".‏