ويذهب البعض إلى الحديث عن عدم إمكانية التعرف على العديد من الاقتصادات في الدول، أما رئيس المجلس الوطني للاقتصاديين اللبنانيين صلاح عسيران فيرى في حديث لإذاعة النور أن وباء كورونا سينتج عنه تغيراتٌ جذرية في بيئة الاقتصادات العالمية.

ولفت عسيران ان النتائج الكبيرة التي ستحصل في السنوات القليلة المقبلة ستكون كارثية ليس فقط لجهة التراجع الاقتصادي بل كذلك في الانهيارات للكثير من الاقتصادات العالمية، وكذلك غياب الطلب في ظل غياب الموارد المالية من ايدي السكان، موضحا ان العلاقات بين الدول ستكون اولى الضحايا لفيروس كورونا منها الاتحاد الاوروبي حيث بدأنا نرى انعكاساته وقد لا نرى الاتحاد ككيان موحد كما هو الان ومن الدلائل على ذلك ما يحدث جنوب القارة في ايطاليا واسبانيا والبرتغال واليونان وعدم وقوف الدول الاوروبية الغنية الى جانبهم في هذه الازمة .

انهيار الاقتصاد العالمي سيترتب عليه بطبيعة الحال الكثير من العاطلين عن العمل وإقفال الكثير من المؤسسات، ولكن للقيام من الأزمة الناتجة عن كورونا يتطلب الأمر وضع الخطط الاقتصادية وضخّ الكثير من الأموال بحسب عسيرا، مضيفا " الخطط الاقتصادية يجب ن تترافق مع الكثير من ضخ الاموال وتفعيل الكثير من وسائل الانتاج التي تم استعمالها سابقا ولكن الانماط الاقتصادية في العالم ستتغير حيث سيضطر العالم الى التركيز اكثر على الانتاج والتصنيع الفعلي وليس فقط على الامور الافتراضية التي ستبقى علميا ضرورية ولكن الناس بمجملها ستعود للصناعة وهنا ستأتي اهمية الدول النامية لتعرف قيمة واهمية مواردها الطبيعية الزراعية والمعدنية ومعرفة كيفية استغلالها في موطنها"، مشددا على عدم ارسالها كمنتوجات خام فيتم زيادة القيمة المضافة عليها في البلدان الصناعية المتقدمة .

عسيران يشدد على أنه إذا لـم يصر إلى ضخ الكثير من الأموال ودعم الشركات والمؤسسات، الصغيرة منها والكبيرة، فإن هذه المؤسسات لن تستطيع الاستمرار، وبالتالي سيتضرر الاقتصاد في كل دول العالم أكثر.