الثلاثون من آذار محطة مفصلية تؤرخ لزمنٍ يرسم معالمه الشعبُ الفلسطيني وفق رزنامةٍ وَضَعَ مواقيتها في كل جُمُعَةٍ من دون أن يقوى العدو الصهيوني ومِن خلفه الإدارة الأميركية على التلاعب بزمانها أو مضمونها.
ولئن كانت مسيرات العودة تُحيي عاماً واحداً فقط من انطلاقتها، إلا أنها شكلت ولا تزال هاجساً يؤرِّق العدو بشقيه السياسي والعسكري ومستوطنيه، وزرعت بذور الخوف التي تنمو على نحوٍ متسارع، حيث خلقت إرادةُ الشعب الفلسطيني الساعي إلى الحرية وفك القيود وكسر إجراءات العدو وقراراته معادلةً جديدةً في الصراع عنوانها "لا أمن للصهاينة في أرضنا" مهما تكالبت الأمم وتعامت الدولُ الغربية وتواطأ بعضُ الأنظمة العربية.
اليوم، تستعد الجماهير الفلسطينية للمشاركة في مليونية "يوم الأرض" ومسيرات العودة في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي المقابل ينفذ العدو الصهيوني إجراءات مشدّدة على الحدود مع القطاع وفي مختلف المدن والمحافظات الفلسطينية.
إلى ذلك، أصيب عشرة فلسطينيين بجروح في قطاع غزة جرّاء إطلاق قوات الإحتلال النار تجاه مجموعة من الشبان شرق جباليا، وفي المقابل أعلنت وسائل إعلام العدو أن عشرات البالونات الحارقة أطلقت من قطاع غزة، سقط بعضها في المستوطنات القريبة.
وفي الضفة الغربية، خرجت مسيرات حاشدة في مختلف المدن والبلدات في ذكرى يوم الأرض، حيث أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح برصاص جنود الإحتلال.
رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أكد أننا أمام مفترق طرق وفحص جاد لمواقف الإحتلال وردوده على مطالب شعبنا، مشدداً على أن "حماس" والفصائل جاهزة لكل السيناريوهات، ولن تتردّد في اتخاذ القرار الذي يحقق مصالح الشعب الفلسطيني.
الناطق باسم "سرايا القدس" الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي" أبو حمزة دعا الشعب الفلسطيني بكل مكوّناته إلى المشاركة الحاشدة في ذكرى يوم الأرض وسنوية مسيرات العودة وكسر الحصار لإيصال رسالة الصمود والتحدي في وجه الإحتلال ومشاريعه، وقال: "نجدد ثقتنا بشعبنا الحاضن الوفي للمقاومةِ على الدوام".