
بقيت قضية العميل عامر الفاخوري في صدارة الاهتمام المحلي في ضوء المآسي التي سببها جزار معتقل الخيام إبّان فترة الاحتلال، والتي لم تُمحَ من ذاكرة أولئك الذين لاقوا أقسى أنواع العذابات على يده،
وإذا كانت النصوص القضائية تُسقِط جرمَ فعلته الشنيعة بعد عشرين عاماً من الزمن، فإن الأفعال الاجرامية في سجلِّ هذا العميل الذي رَهَنَ نفسَه للكيان الصهيوني لن تسقط من نفوس الأسرى وذوي الشهداء ما لم يلقَ جزاءَ ما اقترفت يداه الملطختان بالدماء.
وفي قضية العميل عامر الفاخوري، تسلمت قاضي التحقيق العسكري المناوب نجاة أبو شقرا ملف الموقوف الفاخوري بعد ادعاء النيابة العامة العسكرية عليه بموجب ورقة طلب تضمنت ملاحقته بجرم الإنضواء في صفوف العدو والحصول على جنسيته والتسبب بقتل لبنانيين.
ونقلت صحيفة "الأخبار" عن مصادر معنية بقضية العميل الفاخوري أن المسار القضائي لها سلك طريقه السليم، لكنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من الضغط والمتابعة الدؤوبة، مشيرة إلى أن ما يبقى عالقاً هو قضية شطب اسم الفاخوري من البرقية 303.
وتحدثت معلومات الصحيفة عن وجود برنامج عمل يقضي بإسقاط أسماء العملاء من البرقية المذكورة والتذرع بقرار أصدرته الحكومة عام 2014 والمجلس الأعلى للدفاع عام 2017، مشيرة إلى أن إسقاط الأسماء يكاد يكون مقتصراً على العملاء ولا يشمل آخرين كالمطلوبين والمشتبه فيهم بجرائم الإرهاب.
وفي سياق متصل، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن توقيف العميد الركن (إ.ي.) وهو يخضع للتحقيق بسبب مرافقته للعميل الفاخوري إلى مركز الأمن العام في مطار بيروت الدولي.
وأشارت معلومات صحافية إلى أن العميد الذي كان في انتظار الفاخوري في المطار بزيّه العسكري، حضر من دون تكليف أو إبلاغ مرؤوسيه ورافقه إلى مكتب الأمن العام في المطار.
قيادة الجيش قالت في بيان لها إن بعض المواقع الإخبارية يتداول خبرًا حول مرافقة عميد في الجيش للعميل الفاخوري إلى مركز تابع للأمن العام، مؤكّدةً أنّها تقوم بمعالجة هذا الموضوع بالأطر والطرق القانونيّة المناسبة.
من جهة ثانية، أوضحت قيادة الجيش أنّ الصور التي نشرت على بعض مواقع التواصل الإجتماعي وتجمع قائد الجيش العماد جوزاف عون مع الموقوف العميل عامر الفاخوري قد جرى التقاطها خلال زيارة العماد عون إلى الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول من العام 2017 خلال حفل استقبال عام أقامته السفارة اللبنانية على شرفه، حيث قام المدعوون بالتقاط صور إلى جانبه ومن ضمنهم العميل فاخوري، علمًا أنّ لا معرفة شخصيّة تجمعه مع قائد الجيش.
وزير الدفاع الوطني الياس بوصعب اعتبر أن نشر صورة قائد الجيش مع العميل عامر الفاخوري لن يمسّ بوطنية الأول أو بمعنويات الجيش البطل، مشيراً في تغريدة على حسابه في "تويتر" إلى أن كل شخصية عامة معرضة لالتقاط صور معها في المناسبات الرسمية ولا أحد يطلب سجلاً عدلياً قبل التقاط الصور مع المواطنين.