
استعاد الشعب العراقي من خلال مسيرته المليونية اليوم في بغداد رفضاً للوجود الاميركي، تاريخ مقاومته للاستعمار، التي تمثلت بثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني.
العراقيون بكل أطيافهم توحّدوا اليوم وخرجوا ليقولوا بصوت واحد "لا للاحتلال الأميركي"، وهو صوتٌ وصل إلى مسامع الإدارة الأميركية، يطالبها بإخراج قواتها من أرض الرافدين، وإلا سيجري التعامل معها كقوة احتلال وهدفٍ للمقاومة العراقية.
اليوم، شهدت العاصمة العراقية بغداد حشوداً مليونيّة منددة بالوجود الأميركي في البلاد، حيث ارتدى العراقيون الأكفان ورفعوا الأعلام العراقية، وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة، وأعلن قائد قوات الشرطة الاتحادية العراقية جعفر البطاط أن عدد المشاركين في التظاهرة تجاوز المليون، مشيراً إلى أن الشرطة استطاعت تأمين جميع الطرق المؤدية إلى مناطق التظاهر.
وفي الإطار، دعا زعيم "التيّار الصدري" السيّد مقتدى الصدر لإغلاق القواعد العسكريّة الأميركيّة في الأراضي العراقيّة، مؤكّداً السعي لعدم زج العراق بأتون حرب أخرى. وشدّد السيّد الصدر على وجوب إلغاء كل الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية واعتماد المعاملة بالمثل مع الدول الأجنبيّة للحفاظ على السيادة، مشيراً إلى محاولة استنفاد كل الطرق السلمية والسياسية والشعبية لتحقيق الهدف الأساس، وهو جدولة خروج قوات الإحتلال فعلياً.
بدوره، توعّد أمين عام "عصائب أهل الحق" الشيخ قيس الخزعلي بإخراج القوات الأمريكية من العراق رغماً عن أنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن العراقيين مصرّون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة بعيدة عن التدخلات والإملاءات، دولة في أمن وسلام مع جيران العراق.