
قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الأحد، إن الشعب يريد حكومة تجري الإصلاحات المطالب بها والتي كان ينبغي أن تبدأ بها ضمن خطة إصلاحية منذ نيلها الثقة، داعياً المسؤولين إلى تحسس وجع الناس.
وفي عظة ألقاها من بكركي، رأى البطريرك الماروني أن "لبنان يمر بأقسى مرحلة، لم يعرف مثلها طوال المئة سنة من عمره"، وسأل "المسؤولين السياسيين والإداريين والحزبيين" أن "كيف تعيشون تكريسكم لخدمة خير الشعب وازدهار الدولة، وجعلها دولة الحق والعدالة، فيما نجدها دولة المحاصصة والمحسوبيات، ويستباح فيها القانون والعدالة، وينهب المال العام، وتفرغ خزينة الدولة، ويفقر الشعب، ويرمى شبابنا وشاباتنا في الشوارع جائعين محرومين بطالين، حراقي دواليب، وقاطعي طرق، بينما هم طلاب ثانويون وجامعيون ومتخرجون بطالون أو مصروفون من عملهم بسبب الوضع الاقتصادي والصناعي والسياحي والتعليمي المتدهور!".
وخاطب البطريرك الراعي من "يتسترون وراء المخربين" بالكف عن "دس متظاهرين ليليين مشبوهين، حملتموهم غايات خبيثة في نفوسكم باتت مكشوفة، وكلفتموهم الاعتداء على المؤسسات والمحال التجارية وأملاك الغير وجنى عمرهم، وتشويه وجه العاصمة"، وطالب "الدولة بالتصدي بحزم لهؤلاء المخربين والحد من شرورهم، منعاً لانزلاق الوضع الأمني نحو فتن لا نطيق احتمالها".
وأشار البطريرك الماروني إلى أن كنيسته "تنطلق دائماً من ثابتتين متكاملتين على المستوى الوطني: الأولى، الحفاظ على الشرعية، لأن لا دولة من دونها؛ والثانية، احتضان الشعب، لأن لا دولة ولا شرعية من دون الشعب ، فهو الذي يعطي الثقة، وهو مصدر كل السلطات (مقدمة الدستور، د). مشكلتنا الوطنية اليوم في لبنان هي أن ثقة الشعب بالوطن كبيرة، أما بالدولة فشبه معدومة؛ وثقته بالديمقراطية كبيرة، أما بأداء السياسيين والمؤسسات فضعيفة".
وأعاد البطريرك الراعي التأكيد على "دعم الحكم والحكومة فقط من أجل غاية واحدة، هي أن تسمع صوت الشعب الذي يريد دولة فوق الجميع، تؤمن أمناً واحداً، وقراراً واحداً، وحوكمة رشيدة، وتعيينات منزهة عن غايات السياسيين ومصالحهم، ومرتكزة على معايير قانونية تتماشى والمرحلة الدقيقة التي نعيشها". وأضاف أن "الشعب يريد حكومة تجري الاصلاحات المطالب بها داخلياً ودولياً، والتي كان ينبغي أن تبدأ بها ضمن خطة إصلاحية منذ نيلها الثقة".