
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، أصدر "تجمع العلماء المسلمين" في لبنان البيان التالي: "وسط تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع اللبناني،
مازالت بعض القوى السياسية تعرقل إمكانية تأليف حكومة تستطيع معالجة الأوضاع الصعبة التي يعيشها الوطن في محاولة لفرض شروط تعجيزية تمنع تشكيل حكومة قادرة على الإنقاذ لصالح تشكيل حكومة تنفذ سياسات لا تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين.
إن فقد الدواء خاصة الدواء الضروري لعلاج الأمراض المستعصية وفقد المواد الغذائية الضرورية واحتكارها ارتقابا لزيادة أسعارها عبر الكلام اللامسؤول عن حاكم مصرف لبنان في موضوع رفع الدعم والخوف على طلابنا في الخارج من أن لا ينفذ المرسوم الذي وقعه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بخصوص الدولار الطالبي وعدم صدور قرار واضح يحدد المسؤوليات عن انفجار المرفأ هل هو ناتج عن خطأ وإهمال أو هو قصور؟ ومن يتحمل المسؤولية عن ذلك، والفساد الذي مازال يتحكم بمفاصل الدولة ، كل ذلك يفرض الاستعجال في تأليف حكومة قوية مدعومة من القوى السياسية الأساسية تكون حكومة تكنوسياسية ولا يتولى تسمية أعضائها شخص واحد لتكون مجلس إدارة بدلا من أن تكون حكومة قادرة، ولذلك يجب أن لا يؤجل موعد الاستشارات الى يوم آخر ولتتحمل القوى السياسية والكتل النيابية مسؤولياتها أمام الله والوطن والشعب.
إننا في تجمع العلماء المسلمين في لبنان بعد دراسة وافية للأوضاع المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:
أولاً: ندعو للإسراع في تكليف رئيس للحكومة يكون قادراً هو وحكومته على انقاذ الوطن من الأوضاع التي يمر بها ويستطيع جلب المساعدات الموعود بها لبنان خاصة من فرنسا ويقدم مصلحة الوطن على مصالحه الفئوية والحزبية فالوقت ليس لتسجيل النقاط بقدر ما هو للتضحية في سبيل مصلحة لبنان الواحد.
ثانياً: مع الإعلان عن زيارات سرية لموفدين أميركيين إلى سوريا وبروز إمكانيات لرفع الحصار عنها، نحن بحاجة ماسة لمصلحة لبنان وسوريا معاً للبدء منذ الآن في مفاوضات ثنائية لبحث مواضيع مهمة تساهم في تخفيف العبء الاقتصادي لمعالجة مسألة النازحين السوريين وفتح الحدود بين البلدين لتجارة الترانزيت والتجارة بين البلدين وموضوع استجرار الطاقة الكهربائية من سوريا إلى لبنان والاستفادة من المشاركة في مشاريع إعادة إعمار سوريا.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين تسارع عملية التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني من خلال الرحلات السياسية والتجارية ويحيي المقدسيين الذين واجهوا المطبعين وطردوهم من الحرم المقدسي، وفي هذا المجال يستنكر تجمع العلماء المسلمين توقيع الاتفاق بين البحرين والكيان الصهيوني ويتوجه بالتحية للشعب البحريني البطل والداعم للشعب الفلسطيني وحقه بتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني على خروجه بمسيرات حاشدة رافضة لاتفاق الذل رغم القمع.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الحملة التي يشنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على الإسلاميين بسبب العملية المستنكرة من قبلنا لأحد المسلمين بذبحه لأستاذ تاريخ أهان رسول الله محمد (ص) ونعتبر أن الذي حصل من قبل المسلم رغم خطئه إلا أنه كان نتيجة ولم يكن سببا وعلى الدولة الفرنسية أن تمنع الأسباب كي لا تحصد هكذا نتائج وندعو لاستصدار قرار واضح عن البرلمان الفرنسي بإدانة إهانة كل المقدسات فهي برأينا أهم من قراراتهم المتعلقة بالصهيونية ومحاكمة من يستنكر الهولوكوست المذبحة المزعومة لليهود وبذلك تعالج المسألة".