
اعتبر مبعوث الرئيس الروسي الخاص لتعزيز العلاقات مع سورية، السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف، أن مؤتمر اللاجئين المزمع عقده في دمشق يوم الأربعاء المقبل، مصمم لدعم جهود أولئك المهتمين حقاً بمصير ورفاهية جميع السوريين،
بمن فيهم الموجودين خارج سورية نتيجة الحرب، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر سيشكل منصة لمناقشة موضوعية لمجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بمساعدة السوريين في العودة إلى ديارهم، واستعادة وحدة الشعب السوري.
ولفت السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف في مقابلة خاصة مع صحيفة "الوطن" إلى أن المؤتمر سيشكل خرقاً للحصار الدعائي والإعلامي الغربي ضد القيادة السورية، وسيمكنها من الوصول إلى السوريين الذين يسعون حقاً للعودة، لكنهم يتحفظون على ذلك بسبب مخاوف موضوعية أو مصطنعة من قبل أحد ما، حيث سيرسل إشارة تفيد بأن سورية تعود إلى السلام وهي مثل الأم، مستعدة لقبول جميع أبنائها، كما سيشكل نوعاً من الاختبار لمدى صدقية شعارات بعض الدول التي تتظاهر بـ"الاهتمام بمصالح الشعب السوري"، معبراً عن قناعته بنجاح هذا المؤتمر، وذلك رغم محاولات تعطيله أو تشويه سمعته بكل الطرق الممكنة.
وبين السفير يفيموف عن تحضيرات مكثفة ومعمقة تجري خلال هذه الفترة لعقد الاجتماع الدوري الجديد للجنة المشتركة الروسية – السورية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني في دمشق، كاشفاً بأنه يجري حالياً العمل في موسكو على وضع إجراءات مختلفة جديدة للدعم المادي لسورية، وقال: "نأمل في أنه سيتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن قريباً".
وأكد يفيموف أن روسيا تعمل في مختلف المحافل الدولية بهدف مواجهة ظاهرة العقوبات أحادية الجانب، التي تعاني منها روسيا أيضاً، وهي فيما يتعلق بسورية، تنتهز كل فرصة لتظهر للعالم أجمع الطبيعة غير القانونية وشبه الإجرامية للعقوبات الغربية، والتي بسببها يُحرم المواطن السوري، وتحت ذرائع مصطنعة تماماً من الحصول على العديد من السلع الأساسية والأدوية ومواد البناء وقطع الغيار والوقود وغيرها من الموارد المهمة الأخرى، مشدداً على أنه "مثلما قامت روسيا بدعم سورية على الصمود في القتال ضد الإرهابيين، فاليوم لن نترك السوريين لوحدهم في مواجهة الإرهاب الاقتصادي".
وشدد سفير روسيا في دمشق على أن الانتقادات بحق روسيا لا أساس لها من الصحة، مذكراً بأنه بفضل الدعم القوي من قبل روسيا صمدت سورية في وجه أقوى ضربة من الإرهاب الدولي، وتلك القوى التي خططت لتدمير الدولة السورية، وهذا الأمر يكفي بالفعل لإبعاد كل "الشكوك" حول روسيا وصداقتها التاريخية لسورية.
واعتبر يفيموف أن انسحاب الجيش التركي من عدد من نقاط المراقبة في سورية، يظهر بوضوح الاستمرار في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في شهر آذار 2020 في موسكو، ورغم أن هذه العملية تسير ببطء، لكن هناك كل الأسباب للاعتقاد بأننا سنكمل حتى النهاية، مشدداً على أن العمل سيستمر حتى القضاء بشكل كامل على بؤر الإرهابيين التي ما زالت باقية على الأراضي السورية، مضيفاً في هذا الإطار: "نعتقد بشكل راسخ بأن الوجود العسكري التركي والأجنبي الآخر في سورية، وغير المُنسّق مع دمشق هو كذلك عبارة عن أمر مؤقت".
وجدد السفير يفيموف تأكيد استعداد بلاده الثابت للاستمرار في دفع الحوار الشامل والبنّاء بين السوريين من أجل الاستعادة السريعة لسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها وتعزيزها، مبيناً بأنه في حال رغبت كل من الحكومة السورية والطرف الكردي بأي مساعدة روسية لإقامة حوار فيما بينهما، فإن بلاده يسعدها ذلك.