في الذكرى الـ33 لإنتفاضة الحجارة... مؤتمر في بيروت يدين كل أشكال التطبيع ويشدد على تقوية المقاومة (تقرير)
تاريخ النشر 12:16 08-12-2020الكاتب: إذاعة النورالبلد: محلي
273
تحت عنوان "إنتفاضة الأمة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية"، إنطلقت اليوم فعاليّات المؤتمر العالمي السادس للإتحاد العالمي لعلماء المقاومة، لمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لإنتفاضة الشعب الفلسطيني.
في ذكرى إنطلاقة الإنتفاضة: مؤتمر في بيروت يدين كل أشكال التطبيع ويشدد على تقوية المقاومة
رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود أدان كل أشكال التطبيع والإستسلام مع العدو الصهيوني والإستكبار الأميركي، منبهاً إلى أنّه لن يخدم حتى أصحابه بل سيدخلهم إلى الذل والعار.
وإعتبر الشيخ حمّود أنّ التطبيع أنتجته نفوس مريضة وعقول غبية وأنظمة عميلة وهو ليس إلا هباءً منثوراً ولن يؤثّر على المقاومة التي تزداد رسوخاً وقوّة يوماً بعد يوم.
وفي الشأن اللبناني، أشار الشيخ حمود إلى أنّ أصوات ناشزة تصاعدت تتّهم المقاومة بالسخيف من القول، مؤكّداً من موقع الدعم والصداقة أنّ المقاومة ترحّب بكلّ حوار وكل محاولة للتصحيح شرط أن تخرج من نفوس وطنيّة وقناعات ذاتيّة وليس من أوامر أميركيّة واضحة.، وأضاف: "فليتآمروا، ففريقنا لن يقلقه إغتيال عالم فذ كمحسن فخري زاده فمثله كثير، والمقاومة ستزداد قوة ولن نتخلى عن القدس والقضية الفلسطينية.
وفي كلمته، شدّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أنّه وعلى الرغم من حجم التآمر فإنّ الأجيال المتتالية تلهج بفلسطين تضحي من أجلها لتبقى عزيزة كريمة تسلك درب الحرية.
ولفت سماحته إلى أنّ أنظمة الخليج لم تكن يوماً مع فلسطين ولم تدعم يوماً مقاومتها بل كانت تدعم خطوات التسوية والتنازل وتستخدم أموالها لشراء الذمم ولتسهيل إحتلال "إسرائيل" لفلسطين، مؤكداً أنّ التطبيع كشف المستور وأظهر الخونة ولم يعد الموقف الرمادي موجوداً أو مقبولاً.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ المواجهة أصبحت مكشوفة بين محور أميركا و"إسرائيل" وأتباعها من جهة ومحور المقاومةمن جهة اخرى وعلى رأسه إيران والمقاومون، ولم يعد مقبولاً البقاء في المنطقة الرمادية، معتبراً أنّ المواجهة بين المحورين غير متكافئة عسكرياً ومادياً وعددياً وإعلامياً ومع ذلك ثمة تصميم على الجهاد وتحرير فلسطين، مؤكدا انه" سيكون لهذا المحور النصر".
وأضاف سماحته: "يردوننا متفرقين ليهزموننا لذا يجب أن نتحالف ونعلن هذا التحالف وان نعمل كقوة وكتلة وقيادة واحدة وسلاحاً واحداً نحو القدس وفلسطين لنحصل على كرامتنا".
وشدّد سماحته على أنّ فلسطين لم تعد قضية أرض محتلة بل قضيّة أمة مترامية الأطراف، وهم يعملون على تفتيتها وتقطيع أوصالها لمصلحة "إسرائيل" التي تحمل تاريخاً وحاضراً مليئاً بالجرائم والإحتلال والفوضى والتخريب، مؤكداً أنّه لا يُمكن أن تستقر المنطقة والعالم مع وجود هذا الكيان الغاصب.
وقال الشيخ قاسم: "يجب أن نزداد قوة وتجهيزاً في لبنان وفلسطين والمنطقة لتحقيق توازن الردع الذي يؤمّن الإنتصار بالتوازي مع العمل لنكون أكثر قوّة سياسيّاً ومادياً وعسكريّاً وإعلامياً والعمل مع كل الشرفاء لنكون في الموقع المتقدم لندعم فلسطين ولنكون رأس الحربة وصولاً إلى تحريرها".
من جهته، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة حذّر من أنّ العدو الصهيوني أصبح اليوم حليفاً مقبولاً يواجه الأمة وشعوبها المستنزفة بوقاحة لا تخفى على أحد، ورأى أن ما يجري اليوم في منطقة الخليج تحت عباءة الولايات المتحدة الأميركيّة مخالفٌ للإسلام والتاريخ، لافتاً إلى أنّ الذين يعتقدون أن تحالفهم مع الكيان الغاصب في مواجهة شعوبهم سيحميهم، فهم واهمون لأنّ هذا المشروع قائم على الهيمنة على المنطقة بكلّ الوسائل.
بدوره، أكّد القيادي في حركة حماس محمود الزهّار وجوب طرد المحتل والإصرار على تطوير قدرات المقاومة في هذه المواجهة حتى إزالة الإحتلال، منبّهاً إلى أنّه إذا ضعفت فلسطين ضعفت كل البلاد الاسلاميّة.
وشدّد الزّهار على وجوب فضح الخونة والعملاء من الأنظمة والقيادات التي تعاونت مع العدو الصهيوني سراً وعلانية.
من جانبه، أمين المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الشيخ حميد شهرياري شدّد على ضرورة وحدة الساحة الفلسطينيّة، لافتا إلى أنّ القضية الفلسطينيّة تُعبّر بدقّة عن حياة الأمّة الإسلاميّة، مؤكّداً رفض التطبيع على إعتبار أنّه ليس للذل والإذلال مكان في مجتمع منتفض بالحياة,.
ورأى الشيخ شهرياري أنّ علماء المقاومة هم علماء بث الحياة في جسد المجتمع، مشيراً إلى أنّ التقريب الذي يدعو إليه المجمع لا يتحقق إلاّ في ظلّ المقاومة كما أنّ صوت التقريب والوحدة يرتفع مع إرتفاع صوت المقاومة.
بدوره، اشار المفتي العام في الجمهورية العربيّة السوريّة بدر الدين حسّون إلى أنّ العالم العربي والإسلامي في فوضى، فيما البعض يتراكض للتطبيع، مشدّداً على أنّ النصر لا يأتي إن كان ثمّة تمزق فيما بيننا حيث أنّ بعض البلاد الإسلامية اليوم والتي تحتضن أبناء المقاومة فيها سفارة للعدو الصهيوني وهي تعتبر من أقوى السفارات.
وشدّد المفتي حسّون على أنّ المقاومة في لبنان وسوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية والصادقين في فلسطين والشعوب العربيّة والإسلاميّة تنتظر نصر الله الذي بات قريباً، داعياً للوحدة ولتقديم كلمة فلسطين والكرامة والعزّة الإسلاميّة على كلّ كلمة.
الرئيس السابق للوقف السني في العراق الشيخ عبد اللطيف الهميم إستغرب كيف أنّ التطبيع أصبح في نظر البعض إنتصاراً، فمن لم يوقّع اليوم سيوقّع غداً، مشدّداً على أنّ فلسطين ذاكرة أمّة ووجود شعب وهوية عربية اسلامية وليس بمقدور أي عربي أو مسلم أن يتنازل عن مقدساته ويقبل بالمشروع الصهيوني الإستيطاني.
وإعتبر الشيخ الهميم أنّ فلسطين وإنتصاراتها ستبقى الشاهدة على البطولة، وستظل هذه الانتفاضة تضيء وجه العالم الانساني كله بدماء الشهداء.
الى ذلك، لفت رئيس رابطة علماء اليمن المفتي الشيخ شمس الدين شرف الدين ان اليمن لا يزال يدفع ضريبة مواقفة الصادقة ومساندته لقضية فلسطين وكافّة القضايا المحقّة والعادلة في الأمّة، مشدّداً على ضرورة إعادة بوصلة العداء للغدة السرطانيّة العدو الصهيوني.
ولفت المفتي شرف الدين إلى أنّه كلما توجهت البوصلة نحو فلسطين كلما إتحدت القضايا، فيما الذين يقفون ضد فلسطين وتحرير الأقصى ذهبوا لتبرير تطبيع بعض الدول العربية مع العدو الصهيوني، مؤكداً أنّ الأمّة أحوج ما تكون لأن يجتمع العلماء في مواجهة محاولات تغيير الفكر والوعي.
الرئيس السابق لهيئة علماء السودان محمّد عثمان صالح شدّد على أنّ العلماء في السودان سيقاومون التطبيع.