
يخيم الهدوء الحذر على مدينة طرابلس بعد ليلة من المواجهات العنيفة بين القوى الأمنية وبعض المجموعات الشبابية التي عمدت إلى إحراق مبنى البلدية والمحكمة الشرعية فيها.
إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن أحد خبراء فرع الحماية والتدخل في شعبة المعلومات عمل على تفجير ثلاث قنابل يدوية حربية ألقيت على عناصر قوى الأمن في باحة سرايا طرابلس خلال اليومين الماضيين ولم تنفجر.
الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير تفقد الأضرار التي لحقت بالمحكمة الشرعية السنية وبلدية طرابلس، مؤكداً أن البلد اليوم تحت إمرة الأجهزة الأمنية التي باتت بحوزتها كامل المعلومات حول المعتدين وستعمل على توقيفهم.
رئيس بلدية طرابلس رياض يمق وخلال وقفة أمام مبنى البلدية المتضرر أكد أن ما جرى غير مقبول أبداً، مطالباً بتحقيق فوري بالأحداث
الى ذلك، اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن إضرام النار في شوارع طرابلس وأحيائها وخصوصاً المحكمة الشرعية والسرايا والبلدية هو عمل غير مسؤول ومرفوض ومدان بكل المعايير ومحاولة لجر أبناء المدينة إلى الفتنة التي يخطط لها البعض ومؤشر خطير لا يرضى عنه أحد.
وبعد اجتماع عاجل طالب البيان الختامي للقاء دار الفتوى في مدينة طرابلس بفتح تحقيقٍ شفافٍ وشاملٍ لتحديد المسؤوليات حول ما جرى وكشف الأهداف، مؤكداً أنَّ أبناء طرابلس لن يسكتوا عن هذا التسيب.
وفي الاطار، اشار النائب نجيب ميقاتي الى إن طرابلس لن تتحول إلى قندهار ولا شيء يؤثر في وحدتها، متهماً أياد محرضة لا يعلم من يحركها بالوقوف وراء الأحداث، داعياً الدولة لا سيما الأجهزة الأمنية إلى كشفهم واعتقالهم ومحاسبتهم، وإذ أكد رهانه على الدولة.
وأضاف ميقاتي: "سأحمل السلاح إذا اضطررت إلى ذلك من أجل أن أحمي مؤسساتي وإذا لم يُحَلَّ الموضوع فإنّني أحذر من أنّنا قد نذهب لوضع أسوأ على قاعدة كل واحد يحمي حالو"، حسب تعبيره.
من جانبه ، اعتبر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان عبر "تويتر" أن ما حصل في طرابلس يدل على وضعٍ لا يطمئن على الصعد كافة"، وقال: "إن لبنان أصبح منذ سنة على محك الإنهيار الكامل في كل مؤسساته وعلينا تحمل مسؤولية كبيرة في عملية الإنقاذ على الصعيدين السياسي والإقتصادي".
بدوره، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان حذر من أن ثمة من يحرق طرابلس ويريد إلغاء دور الدولة فيها ويدفع نحو كارثة أمنية وطنية، داعياً في رسالة الجمعة إلى إنقاذ المدينة قبل أن تكون شرارة لحرق لبنان وخرابه