
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أمام وفد أهالي ضحايا مرفأ بيروت أن الفساد هزمه لأنه كان وحيداً في هذه المعركة،
وقال مخاطباً الأهالي: "إن غضبكم مفهوم ومشروع لأن الذي حصل هو أحد نتائج الفساد في البلد"، مشدداً على أن قضية شهداء المرفأ هي قضية وطن وليست قضية شخصية.
الى ذلك، اعطى الرئيس دياب موافقته الإستثنائية على مشروع مرسوم يقضي باعتبار يوم الرابع من آب يوم حداد وطني.
ورأى الرئيس دياب أن "الفساد المستشري الذي يتحكم بالدولة، هو المسؤول الأول عن انفجار المرفأ"، مشددا على أن "الشهداء لن يرتاحوا في عليائهم، إلا بكشف الحقيقة.. ومن حق الجرحى، والذين تضررت منازلهم ومؤسساتهم وأملاكهم، أن يعرفوا هذه الحقيقة".
وقال إن "يوم 4 آب سيبقى محطة أليمة في تاريخ لبنان، وسيكون هذا التاريخ محفورا بذاكرتنا، وبمستقبل لبنان"، معلنا عن توقيعه على مشروع مرسوم يقضي باعتبار 4 آب هو يوم حداد وطني، حتى يتذكر اللبنانيون حجم الألم الذي أصابكم وأصاب البلد".
الرئيس دياب ذكر أن "هذا لا بينصف شهداءنا ولا جرحانا ولا المتضررين، لكنه وقفة وجدانية حتى نستذكر أن الفساد انفجر في مرفأ بيروت، وحتى نعمل كلنا على اقتلاع الفساد من يومياتنا"، وقال: "أعترف أن الفساد هزمني لأنني كنت وحدي تقريبا في هذه المواجهة، لذلك نحن في حاجة لنتكاتف كلنا حتى ننتصر عليه".
وخلال إطلاقه تقرير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشريّة "ملفّ مدينة بيروت 2021"، ذكر الرئيس دياب أن هذا التقرير يُصوَّر بيروت كعاصمة في حالة أزمة، بدلاً من اعتبارها تواجه أزماتٍ متعدّدة"، مضيفا أن "هذا يُعزى إلى الصدمات الأخيرة وإلى الحواجز الهيكليّة المتجذّرة التي ظهرت على نطاق المدينة وخارج الأحياء المحيطة التي تضرّرت ماديًا من الانفجار".
وقال الرئيس دياب: "تألفت حكومتي من وزراء تكنوقراط استجابةً لصيحات الشعب اللبناني وبدأنا عمليّة الإصلاح على أساس خطة للتعافي المالي والاقتصادي والاجتماعي والإصلاحات الهيكليّة، غير أنّ انفجار مرفأ بيروت شكّلَ نقطة تحوّلٍ فتقدّمتُ باستقالة الحكومة".
وأشار إلى أنّ "مَهمّتنا لم تقتصر على الأزمات غير المسبوقة والمتزامنة والمتعاقبة، بل تضمّنت إرثًا مُثقلاً بسوء الإدارة والمشاكل التي طالَ أمدها"، مضيفا أنّ "الخلافات اللبنانية غير عصيّة على الحلّ غير أنه يتمّ استغلالها، مع الأسف، لتحقيق مآرب سياسيّة".
وختم الرئيس دياب قائلا إنه "في حياتي الأكاديميّة والعامة، اعتمدتُ مبدأين إرشاديّين: الشفافيّة والمساءلة"، مؤكدا أنه "لديّ اعتقادٌ راسخٌ بأنهما الطريق الثابت نحو تعافي لبنان"، ودعا "السياسيين اللبنانيين لوقف الخلافات وتشكيل حكومة جامعة على وجه السرعة ومواصلة الإصلاحات التي بدأتها حكومتي".