
نصف ساعة كانت مدة زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا خرج بعدها ليعلن أنه قدم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون تشكيلة حكومية من 24 وزيراً من الإختصاصيين،
تراعي المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري على أن تكون مهمتها وقف الإنهيار الحاصل، مشيراً إلى أنه ينتظر جواباً من الرئيس عون اليوم للبناء على الشيء مقتضاه.
مصادر مطلعة على أجواء لقاء الرئيس المكلف برئيس الجمهورية أشارت إلى أن الحريري قدم مسودة حكومية من 24 وزيراً بأسماء وتوزيعات جديدة مختلفة عما اتفق عليه سابقاً في ضوء مسعى الرئيس نبيه بري، مؤكدة أن الحريري سمى في هذه المسودة الوزراء المسيحيين وسمى في وزارة الداخلية مرشحاً سنياً بعدما كان رشح لها سابقاً أرثوذكسيا، ولفتت المصادر إلى أن الحريري تمنى أن يعطي رئيس الجمهورية رأيه وملاحظاته في المسودة صباح الخميس فأجابه الرئيس عون بأنه جاء بأسماء وتوزيعات جديدة وتالياً تستحق الدرس والتشاور مع مختلف الأفرقاء قبل إعطاء الرأي فيها.
صحيفة الأخبار نقلت عن مصادر بعبدا إشارتها إلى أن رئيس الجمهورية تساءل أمام الرئيس المكلف عمّا إذا كانَت القوى الأخرى ستقبل بالتوزيعة التي تضمنتها التشكيلة المقدمة منه وبالأسماء، مشيرة إلى أن بعض الأسماء جديدة وبعضها الآخر كانَ مطروحاً ورفضه الرئيس عون سابقاً، مرجحة أن التشكيلة لن تمُر، واعتبرت المصادر أن تحديد مهلة للرئيس للرد إشارة سلبية وغير مألوفة.
مصادر تيار المستقبل رأت عبر صحيفة البناء أن لا جدوى من الإنتظار أكثر من 24 ساعة، وقالت: نحن بحاجة إلى حكومة مَهمّة الآن، وعلمت البناء أن الحريري يحاول انتزاع رد عون على تشكيلته قبل إطلالته الإعلامية المقررة مساء اليوم وذلك لاستغلال الحدث وتفجير قنبلة إعلامية قد تكون على شكل إعلان إعتذار أو هجوم عنيف ضد الرئاسة الأولى ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كمقدمة للإعتذار فور إعلان بعبدا رفض التشكيلة لشد عصب طائفته تمهيداً لخوض الإنتخابات النيابية إلا أن مصادر معنية أكدت لـلبناء أن عون لن يسير وفق أهواء الحريري بل سيأخذ وقته بدرس التشكيلة ويعلن موقفه في الوقت المناسب.
أوساط مراقبة أعربت عبر صحيفة اللواء عن اعتقادها أن التشكيلة التي قدمت مفخخة وأن الرئيس الحريري أراد رمي المسؤولية على رئيس الجمهورية على أن يقدم بعد ذلك على الإعتذار.
مصادر بارزة في التيار الوطني الحر علقت عبر صحيفة الديار على زيارة الرئيس الحريري إلى بعبدا بالقول: إنها مسرحية كاملة ولكن الإخراج والتمثيل فاشلان.