
تتجه الأنظار إلى الجلسة العامة لمجلس النواب، عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في قصر الأونيسكو، لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة والتصويت على الثقة.
وفي الإطار، لا يبدو أن ثمة مفاجآت، إذ من المتوقع أن تنال هذه الحكومة تأييداً وازناً، إلا أن ثقة الشعب الذي يعاني من أزماتٍ متعددة تبقى الأهم، وتجعل الحكومة أمام امتحانٍ في قدرتها على النهوض بالواقع المأزوم وإيجاد الحلول اللازمة لضبط الأسعار وتفعيل أجهزة الرقابة لضبط المحتكرين وتأمين السلع والأدوية في الأسواق المحلية.
صحيفة "الأخبار" توقعت أن تنال حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اليوم ثقة نيابية وازنة بالنظر إلى عدم وجود حالة معارضة كبيرة، إذ إنه باستثناء كتلة "القوات" يُتوقع أن تعطي كل الكتل الكبيرة الثقة، بما فيها "تكتلُ لبنان القوي". ونقلت الصحيفة عن مصادر مطّلعة أن الأولوية الحكومية ستكون إيجادَ حلول سريعة للأزمات الأكثرِ إلحاحاً، لا سيما أزمتيْ الكهرباء والمحروقات، وبالتوازي ستعمل الحكومة لتفعيل التواصل الذي سبق أن أَعلن الرئيس نجيب ميقاتي أنه بدأه مع صندوق النقد الدولي.
صحيفة "اللواء" قالت إن رئيس مجلس النواب نبيه بري أوعز إلى الكتل أن تنتدب نائباً واحداً للتكلم باسمها لئلا تتحوّل الجلسة النيابية إلى سوق عكاظ للتسويق السياسي، سواء من قبل المانحين أو الحاجبين للثقة، وبعدما ارتفع عدد طالبي الكلام إلى أكثر من ثلاثين نائباً. وقالت الصحيفة إن الحكومة ستخرج اليوم من الجلسة النيابية بثقة نيابية وازنة يحرص عليها الرئيس نبيه برّي، إيذاناً بالانطلاق إلى العمل في المجالات التي حدَّدها البيان الوزاري أو تلك التي ينتظرها النّاس بفارغ الصبر، مشيرة نقلاً عن مصادر سياسية إلى أن هذه الرهانات تأتي وسط تريّث سعودي وخليجي بالانفتاح على لبنان.
صحيفة "الجمهورية" نقلت عن مصادر مواكبة للاتصالات أنّ الحكومة تدخل اعتباراً من هذا الأسبوع في مرحلة الاختبار الجدّي لسلوكها وممارستها، مشيرة إلى أن الرصيد الذي يمكن أن تنتزعه يتوقّف على الأسابيع الأولى من عملها: فإذا أظهَرت جدية وتحولت خلية نحل من خلال اجتماعات مفتوحة ولقاءات ثنائية وزيارات خارجية وتمّت الاستعاضة عن المواقف والوعود بالخطوات العملية، فهذا يعني أنّ إمكانية الخروج من الأزمة أصبحت متاحة، وفي حال تلهّت بالشكليات على غرار الحكومة التي سبقتها، فهذا يعني أن الأزمة إلى مزيدٍ من التردي.
وبالتزامن مع انعقاد الجلسة، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي قطع الطرقات المؤدية إلى قصر الأونيسكو وتحويل السير إلى الطرقات الفرعية بسبب انعقاد جلسة مجلس النواب المخصصة لمنح الثقة للحكومة، من الساعة السادسة صباحاً ولغاية انتهاء الجلسة.