رفض عراقي رسمي وسياسي لمؤتمر التطبيع في إربيل
تاريخ النشر 15:55 25-09-2021 الكاتب: إذاعة النور المصدر: وكالات البلد: دولي
49

أكدت السلطات الرسمية والأحزاب والقوى السياسية العراقية، السبت، رفضها القاطع للمؤتمر الذي أقيم في مدينة إربيل، الجمعة، تحت مسمى "مؤتمر السلام والاسترداد" وتضمن دعوةً صريحة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي.

رفض عراقي رسمي وسياسي لمؤتمر التطبيع في إربيل
رفض عراقي رسمي وسياسي لمؤتمر التطبيع في إربيل

ونفت وزارة الداخلية في حكومة كردستان العراق، اليوم مشاركتها في المؤتمر، مشيرة إلى أنه عُقد دون علمها وموافقتها، مؤكدة أنه "لا يعبّر بأيّ شكل من الأشكال عن موقف الحكومة"، وقال إنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة كيفية انعقاد هذا الاجتماع.

وفي بيان لها، شددت الرئاسة العراقية على أ، "في الوقت الذي نؤكد فيه موقفنا الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتنفيذ الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني، فإننا نجدد رفضنا القاطع لمسألة التطبيع مع "اسرائيل"، وندعو الى احترام إرادة العراقيين وقرارهم الوطني المستقل".

وأكدت الرئاسة العراقية على أن "الاجتماع الأخير الذي عُقد للترويج لهذا المفهوم لا يمثّل أهالي وسكان المدن العراقية، بل يمثّل مواقف من شارك بها فقط، فضلاً عن كونه محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الاهلي"، ودعت الى الابتعاد عن الترويج لمفاهيم مرفوضة وطنياً وقانونياً، وتمس مشاعر العراقيين، في الوقت الذي يجب أن نستعد فيه لاجراء انتخابات نزيهة وشفافة تدعم المسار الوطني في العراق وتعيد لجميع العراقيين حياة حرة كريمة. 

كذلك أعلنت الحكومة العراقية عن رفضها "القاطع" للاجتماعات "غير القانونية"، التي عقدتها بعض الشخصيات المقيمة في مدينة اربيل باقليم كوردستان، من خلال رفع شعار التطبيع مع "اسرائيل".

وفي بيان له، قال المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي إن "الحكومة تؤكد ابتداءً أن هذه الاجتماعات لا تمثّل أهالي وسكان المدن العراقية العزيزة، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها، وأنها تمثل مواقف من شارك بها فقط، فضلًا عن كونها محاولة للتشويش على الوضع العام واحياء النبرة الطائفية المقيتة، في ظل استعداد كل مدن العراق لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة، انسجاماً مع تطلعات شعبنا وتكريساً للمسار الوطني الذي حرصت الحكومة على تبنيه والمسير فيه".

واستنكر رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض أن "زمرة مأجورة بأنفاس إسرائيلية تدعو للتطبيع بعد أن أفلست من ريع داعش بإسقاط العراق"، وأضاف أن "الدعوة تأتي متماهية مع مشروع الخذلان لبعض الحكام العرب وضربة استباقية للاستحقاق الانتخابي".

 ورأى الفياض أن "هذه الزمرة لا تمثل إلا نفسها وليس لها علاقة بمذهب أو دين لأن الخيانة لا مذهب لها"، وأعاد التأكيد على أن "العراق يبقى  كله رافضاً للانحناء لـ"إسرائيل" وللخونة والأذلاء عبر التاريخ". 

وأكد مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي على "رفض الحكومة المطلق لرفع شعار التطبيع مع الكيان الصهيوني"، وكشف عن أن "التنسيق مستمر مع إقليم كردستان لمحاسبة أصحاب المشاريع المعادية وفقاً للقانون"، وأضاف أن "العراق مع الحق الفلسطيني في دولته المستقلة".

من جهته، شدّد الناطق العسكري باسم كتائب حزب الله العراق جعفر الحسيني عبر حسابه على "تويتر" قائلًا "العراق لن يطبّع حتى آخر رمق مقاوم".

بدوره، اعتبر زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أن العراق عصيٌّ على التطبيع، مطالبًا الحكومة بتجريم مثل هذه الخطوات، وإلّا "سيقع على عاتقنا ما يجب فعله".

واستنكر تحالف "عزم" ما اعتبره أصوات نشازٍ تطالب بالتطبيع مع الكيان الصهيوني مؤكدًا أن العراق كان ولا زال رأس حربة أمام تطلعات الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين.

وشجب رئيس كتلة النهج الوطني عمار طعمة في بيانٍ له المحاولات الرامية لتهيئة أجواء التطبيع مع الكيان الصهيوني في العراق مطالبًا بمقاضاة الاصوات المجاهرة به كي لا يتجرأ أحد على المطالبة بالتطبيع.

على صعيد العشائر العراقية، أبدى عضو مجلس عشائر نينوى أحمد الحديدي اليوم رفضه لما يسمى بمؤتمر التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي عقد في أربيل، معتبرًا أن عشائر نينوى أكبر من أن تحضر مؤتمر للتطبيع مع كيان غاصب، وأن الأشخاص الذين حضروا لا يمثّلون إلّا أنفسهم ولا يمثلون عشائرهم ومحافظاتهم ومشيرًا إلى أن عشائر المنطقة ستصدر بيانًا لإدانة المؤتمر.

وطالبت عشائر الديالى بنزع الجنسية العراقية عن المشاركين في المؤتمر وفقًا لما قاله سامي التميمي أحد الشخصيات العشائرية في المنطقة مؤكدًا أن التطبيع مع العدو الصهيوني يستدعي موقفًا حازمًا من الحكومة العراقية.