11 شباط / فبراير 1979: يوم حصدت الأمّة زرع الإمام الخميني (قده).. فكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية (تقرير)
تاريخ النشر 08:40 11-02-2022الكاتب: علي عاشورالمصدر: إذاعة النورالبلد: إقليمي
35
من رحم الإسلام ولدت الثورة، حيث أعاد الإمام الخميني "قده" تصويب مبادئ وأهداف الدين الإسلامي، لتكون في صلب القضايا السياسية والاجتماعية وشؤون الأمة،
ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران - 11 شباط
بعد أن أطّرها الإسلام الإميركي، بحسب مصالحه الاستعمارية في العالم.
خلال 12 عاماً قضاها الإمام الخميني الراحل في منفاه بالنَّجف الأشرف منذ عام 1966، كان ينظّر ويوجّه لتحقيق مشروع العودة إلى الانتماء الحضاري. شرارة الثورة وصلت الى ذروتها في 7 كانون الثاني / يناير 1978 حين خرجت مظاهرة عفوية سلمية في مدينة قم احتجاجاً على مقال يسيء إلى الإمام الخميني، فواجهت رصاصَ جيش الشاه وسقط عدد من الشهداء. وفي ذكرى أربعينية شهداء قم، أقام أهل مدينة تبريز مجلس تأبين لهم، فلقي المجتمعون في المجلس هجوماً عسكرياً سقط فيه عدد من الشهداء أيضاً، وتوالت إقامة الأربعينيات التي تحولت إلى مسيرات عظيمة في كل المدن الإيرانية.
وفي خضم هذا التصعيد، طلبت السلطات العراقية من الإمام الخميني أن يغادر العراق، فتوجّه إلى باريس ووصلها في تشرين الأول / أوكتوبر عام 1978، ما أدّى إلى تشديد انتفاضة الجماهير وانشدادها بأوامر الإمام. واستمرت التظاهرات والإضرابات، برغم المجازر اليومية، التي كان من أعظمها مجزرة الجمعة السوداء في 8 أيلول 1978، حيث استشهد الآلاف من المشاركين، أكثرهم من النساء.
بعد تطور الانتفاضة الشعبية، بدأت المجموعات الأمريكية و"الإسرائيلية" العاملة في إيران بالخروج منها، كما تزايد خروج أعضاء العائلة المالكة والمتورطين في المجازر والسرقات، إلى أن خرج الشاه في 16 كانون الثاني / يناير 1979 بحجة المرض، وعيّن حكومة "بختيار" التي لم تستطع أيضاً أن تسيطر على الموقف، فتوالت المسيرات صباح مساء، حتى وصل الإمام الخميني من باريس إلى طهران في 1 شباط / فبراير 1979، حيث بدأ العد العكسي لانتصار الثورة في 11 شباط / فبراير، أي بعد 10 أيام على وصول الإمام فسُمّيت هذه الايام بـ"عشرة الفجر".
ومنذ ذلك الوقت، حددت بصيرة الامام الخميني (قده) سبل المواجهة مع الشيطان الأكبر، لا سيما المواجهة الإعلامية والثقافية، وهو ما أعاد الإمام السيد علي الخامنئي تأكيد أهميته الكبيرة مؤخراً، من خلال إعلانه جهاد التبيين في وجه الحرب الإعلامية المعادية.