
أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أنّ حزب الله مع إجراء الإنتخابات في مواعيدها، مشيراً إلى أنّ البعض الذي يتحدّث عن التأجيل ويجري التركيز في ذلك على حزب الله والتيار الوطني الحر، هو من يريد تأجيلها.
وخلال الإحتفال المركزي الذي أقامه حزب الله في الذكرى السنويّة للقادة الشهداء في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، لفت السيّد نصر الله إلى أنّنا جاهزون للإنتخابات وذاهبون إلى إنتخابات مصيريّة واضحة، معلناً أنّ شعار حزب الله لهذا العام هو "باقون نحمي ونبني". وأضاف سماحته: نحمي من خلال المعادلة الذهبية ونصرّ على دور الجيش اللبناني وحمايته ونُصرّ على ضرورة دعمه وأن يجري فتح الباب لبقية دول العالم التي تريد أن تساعده. وأشار السيّد نصر الله إلى أنّ المهم في هذه المعادلة هو الشعب لأنّ المقاومة إذا لم تستند إلى بيئة تحتضنها وتخلت عنها وحاصرتها لن تستطيع أن تدافع عن هذا الشعب ولا عن كرامته وعرضه وحاضره ومستقبله، لافتاً إلى أنّه يكفي لهذه البيئة أن تحمي المقاومة وأن لا تتخلى عنها وتحتضنها لتكون شريكة في كل الإنتصارات التي حصلت حتى اليوم.
ونبّه السيّد نصر الله إلى أنّ المطلوب اليوم أن يتخلّى الناس عن المقاومة ويعملون من أجل أن تترك هذه البيئة المقاومة، مؤكداً أنّ الشتائم والإتهامات والتسقيط لا تجعل بيئة المقاومة تتركها بل إنها ستزداد تمسكاً بها ودفاعاً عنها. وتوجّه السيد نصر الله لمن يهاجم المقاومة في لبنان بالسؤال: ماذا أنجزتم للبلد وماذا فعلتم بالأموال التي تلقيتموها؟..
الأمين العام لحزب الله أشار إلى أنّ هناك فريق ذاهب إلى الإنتخابات وشعاره استهداف المقاومة ونزع سلاحها مع استغلال الوضع الإقتصادي، مؤكداً أنّ المطلوب اليوم من الناس أمام هذا التحدّي أن تستمع بوعي ومنطق وتحاسب بوعي، باحثة عن خلاصها.
السيد نصر الله أكّد أنّ المقاومة هي في حالة مواجهة دائمة مع العدو الصهيوني، وأشار إلى أنّ مدرسة هذه المقاومة ومدرسة عماد مغنية وقاسم سليماني في هذه المقاومة تتلخصّ بتحويل التهديد إلى فرصة، كاشفاً أنّه أصبح لدى المقاومة القدرة على تحويل صواريخها الموجودة بالآلاف إلى صواريخ دقيقة وقد بدأت ذلك منذ سنوات.
ولفت سماحته إلى أنّ العدو الصهيوني يبحث عن أماكن الصواريخ غير أنّه أكّد أنّ المقاومة لا تضع صواريخها في مكان واحد بل تنشرها والعدو هو يقوم بتشغيل العملاء. وأضاف سماحته: نحن ننتظر العدو وان شاء الله وبعونه وقوة المقاومين ووعيهم قد نكون أمام عملية "أنصارية 2" لأنّ العدو لا يثق بالعملاء بل سيرسل ضباطه وجنوده ونحن ننتظره.
وكشف سماحته أيضاً أنّ المقاومة منذ مدة طويلة بدأت بتصنيع المسيّرات وهي تبحث عن كل الفرص وإذا أكمل العدو الصهيوني على ما هو عليه لا نعرف إلى أين سنصل؟.. وأضاف السيّد نصر الله: أخذنا قراراً بتحويل التهديد إلى فرصة من خلال تفعيل الدفاع الجوي كحدّ أدنى في مواجهة المسيّرات، لافتاً إلى أنّ هناك تراجعاً كبيراً في وجود المسيّرات في سماء لبنان.
الأمين العام لحزب الله أشار إلى أنّ العدو الصهيوني وبعد أن فشل عمل المسيّرات بتفعيل سلاح الدفاع الجوي لدى المقاومة، يعمل اليوم على تجنيد العملاء، مشدّداً على أنّ المقاومة في حالة تقدّم وتطوّر والربيع والصيف الماضيين كان من أكثر مواسم التدريب في لبنان منذ عشرات السنين.
وأكّد السيّد نصر الله على أنّ أحد أسباب الردع اليوم ليس فقط القوة والمعادلة لكن ايضاً واقع ووهن العدو، ولفت سماحته إلى أنّه وفيما يتصوّر البعض أنّ مستقبل المنطقة مرتبط بعنصر ثابت إسمه "إسرائيل"، فإنّ حركات المقاومة في المنطقة ومنها حزب الله لديها رؤية مختلفة واقعيّة تؤكّد أنّ هذا الكيان مؤقت ومساره العام إنحداري بتقييم كبار قادة العدو وكبار المنظّرين فيه.
وأوضح السيّد نصر الله أنّ الدول المطبّعة التي ترسل أموالها إلى العدو الغاصب تحاول أن تضخ بعض الحياة فيه، غير أنّنا أمام كيان مأزوم يسير نحو الإنحدار، وجيش مأزوم أيضاً هو حامي حمى هذا الكيان لكنّه كيان مصطنع وغير طبيعي وطارئ مستقبله مرتبط بمصير جيشه المأزوم بإعتراف قادته، مؤكداً أنّ من علامات زوال الكيان الأزمة المجتمعيّة والمأزق الداخلي فيه، عدم رغبة الجنود الصهاينة تحمل مخاطر القتال وتراجع ثقتهم بالجيش وازدياد الهجرة المعاكسة، وصعوبة الوضع الإقتصادي فيه وفقدان القيادة القوية والموثوقة والتصدّعات القويّة والفساد المستشري والجريمة.
الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أكّد أنّ عام 1982 كان عام التأسيس الولادة والإنطلاقة والإستمرار، مشدداً على أنّ دماء الشهداء وشهادة القادة على إمتداد الطريق عمّدت هذه المسيرة. وذكّر سماحته أنّ هوية لبنان العربية كانت مهدّدة عام إثنين وثمانين، حيث أنّ هذا البلد كان سيصبح ملحقاً بالمشروع الصهيوني في ظلّ إرادات داخلية مؤيّدة لذلك، غير أنّ المقاومة بكل فصائلها ومن ضمنها حزب الله هي التي حافظت على هوية لبنان التي كادت أن تندثر، متوجّهاً لكلّ من يتحدّث عن تغيير الهوية بالقول: المقاومة حفظتها بالدم والجهاد في كلّ المحطّات وستبقى تحفظها.
السيّد نصر الله أكّد أنّ المقاومة تحمي هوية لبنان بلد الحريات وبلد حرية التعبير، مشيراً أنّ هناك من يتهم حزب الله بتغيير هوية لبنان لكن هو من يغير هويته.
وجزم سماحته بأنّ هوية لبنان هي هوية الحريّات والذين اجتمعوا في قاعة "رسالات" منذ أيام هم من يحمون هويّة لبنان، مشدّداً على أنّ من حق شعب البحرين أن يكون في لبنان وأن يجتمع، ومن حقّ شعب اليمن أن يعبر عن رأيه من خلال لبنان ويحقّ للمعارضات أن تأتي إلى لبنان وتعبر عن رأيها.