
أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ الهم الأول للامام الخميني كان كيف تبقى القدس في دائرة الوعي والذاكرة والوجدان والأمل بامكانية الانتصار والعمل لصنع هذا الانتصار، موضحًا أنَّ تضحيات الشعب الفلسطيني يحب أن يُخاطب بها الضمير الانساني
وخلال مهرجان "القدس هي المحور" بمناسبة يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء (ع) – الضاحية الجنوبية لبيروت، أشار السيد نصر الله إلى أنَّ مناسبة يوم القدس العالمي للاضاءة على الصبر والاستعداد العالي للتضحية والصمود الاسطوري والعمليات المذهلة التي ينفذها الفلسطينيون.
ولفت سماحته الى انه منذ بداية تاسيس هذا الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة عمل قادته من اجل تثبيت وترسيخ وحماية هذا الكيان وتحويله الى المحور والمفتاح والقوة الاولى في هذه المنطقة وعملوا على مسارات عديدة منها: مسار النسيان، مؤكدا ان هذا المسار سقط وان الرهان على الوقت لينسى الفلسطيني ارضه ومقدساته ولينسى العرب والمسلمين تلك المقدسات المغتصبة قد سقط، اليوم فلسطين والقدس في العقل والقلب.
اما المسار الثاني هو مسار التيئيس فالمجازر بحق الفلسطينيين والهزائم العربية المتتالية والخذلان العربي الرسمي للشعب الفلسطيني على مدى عشرات السنين والتواطئ خلف الستار ودعم الكيان الصهيوني ليكون متفوق وحجم التأييد السياسي كله ضمن هذا المسار، مضيفا " كذلك التطبيع من اهدافه التيئيس والصراعات العربية والاسلامية والاحداث الداخلية فيها تصب في خدمة هذا المسار وهدفه منذ البداية القول للفلسطينيين ان لا امل ولا افق لكم وانك شعب اعزل لن يستطيع ان يفعل شيئا وعليه الاستسلام، ولكن هذا المسار سقط كذلك".
اما المسار الثالث لفت السيد نصرالله هو مسار الانهاك، منه الحصار داخل فلسطين وخارجها وعلى كل دولة في محور المقاومة والضغوط الاقتصادية والمالية ولوائح الارهاب وفرض الحروب على هذه الشعوب والقوى لاستنزافها كما حصل في سوريا والعراق ايران واليمن، متسائلا "لو خرجت ايران اليوم وقالت لاميركا أنها ستقبل بمسار التطبيع هل كانت لتعاني مثل هذا الحصار وهذه المؤامرات؟ طبعا لا".
واكد سماحته ان مسار الانهاك كذلك فشل ورغم كل الظروف الصعبة والاقتصادية والمعيشية الصعبة لم يستطيعوا ان يأخذوا من هذه الشعوب العربية كلمة او التزاما لان الهدف من هذه العقوبات والحصار هو ان نتخلى جميعا عن فلسطين والقدس ومياهنا ونفطنا وغازنا، مشددا على ان مسار الانهاك لم يؤد الى نتيجة على الرغم من ان الشعوب العربية تعاني حياتيا واقتصاديا وامنيا ولكن هذا جزء من المقاومة والصمود والجهاد.
واضاف سماحته "هذه المسارات كلها سقطت... لن ننسى ولن نيأس ولن نسقط امام الضغوط".
واشار السيد نصرالله الى ان المقاومة بدأت منذ البدايات منذ ما قبل العام 1948 والعمل والفعل شارك فيه كل من يعمل في عمل المقاومة فالكلمة والخطاب والمواقف السياسية والعمل الثقافي كله مقاومة، ويأتي في راس اسباب منع النسيان وفتح الامل المقاومة العسكرية المسلحة والعمليات الفدائية الاستشهادية، مؤكدا ان المواجهة العسكرية اثبتت قدرتها على صنع الانتصارات والحاق الهزيمة بالعدو ويجب ان يستمر هذا المسار.
وراى سماحته ان يوم القدس يأتي ونحن في موقع استراتيجي متقدم جدا حيث تطورت مسارات عديدة من جهة المقاومين وحركات المقاومة يخشاها العدو ويعمل على تفكيكها ونحن في المقابل يجب ان نعمل على تثبيتها وتقويتها المسار الاول مسار العمليات في الضفة واراضي 48، مشددا على ان العمليات المنفردة التي تجري على ارض فلسطين هي من اخطر ما يواجهه العدو وهي نوعية ومهمة جدا، وهي تطور نوعي خطير لانها لا تحتاج الى غرف عمليات وامكانيات هائلة بل تحتاج الى مسدس او سكين فقط.
ولفت السيد نصرالله الى ان العمليات المنفردة كشفت مستوى الامن الهش والضعيف وعجز الاجهزة الامنية عن اكتشاف هؤلاء المجاهدين وهزت بقوة ثقة الصهاينة بامنهم واجهزتهم الامنية، كما انها اعادت القدس وفلسطين الى الاعلام في العالم وهي تعبر عن مستوى غضب الشعب الفلسطيني ودفعت بكيان العدو الى الاختباء وراء الاسوار والجدران، مضيفا " مسار العمليات المنفردة يجب ان يُدعم سياسيا ومعنويا واعلاميا وماليا وتسليحيا".
اما المسار الثالث لفت سماحته هو مسار ترابط ساحات محور المقاومة عبر عنه الكثيرون من قادة محور المقاومة ونعيد التأكيد على هذه القاعدة المهمة، ونعيد تأكيد المعادلة الاقليمية حول القدس وندعو دول المنطقة الى توجيه رسالة للكيان بان زوال القدس يعني زوال "اسرائيل".
الى ذلك، اشار السيد نصرالله الى ان هناك مساران اخران يجب ان نواجههما الاول هو مسار التطبيع ويجب مواجهته بالكلمة دون اي خجل ويجب ادانة من يطبع مع العدو الصهيوني فهناك مطبعون وقحون، موضحا انمن ابشع النفاق الذي يقال في هذه الايام عندما تقف دول عربية واسلامية وتقول نحن نقيم علاقات مع "اسرائيل" من اجل خدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وتحدث سماحته عن استهداف ايران لمقر الموساد في اربيل ب 12 صاروخ بعد قام بالاعتداء على ايران حيث وجهت ايران رسالة علنية ابلغت فيها دول المنطقة التي طبعت مع "اسرائيل" ان اي اعتداء على ايران انطلاقا من هذه الدول سترد عليه ايران وعلى القاعدة العسكرية في هذه الدول، واضاف "ايران يتطور موقفها الميداني والعسكري الان الى حد انها قد تقدم في حال استمرار العدوان الاسرائيلي على الموجودات الايرانية في المنطقة على ضرب "اسرائيل" مباشرة".
اما المسار الثاني الذي تحدث عنه سماحته هو مسار الصمود وقال " هذا الكلام للفلسطينيين والسوريين والعراقيين واليمنيين ولكل شعوب المنطقة ولكل المتعاطفين مع هذه القضية هذا الضغط المتواصل للخضوع لاميركا واسرائيل يجب مواجهته".
لبنانيا ، اشار السيد نصرالله الى اما اعلنه العدو عن مناورات عسكرية كبرى في ايار وتستمر لمدة شهر، وقال" هذا الامر لا يخيفنا ولكن يدعونا الى الحذر، واقول للعدو بانتظار مناوراتكم ونحن خلال الاسابيع القليلة الماضية كانت تشكيلاتنا العسكرية تقوم بمناورات على كل السيناريوهات والفرضيات واعلن عندما تبدا المناورات الاسرائيلية سواء قبل الانتخابات في لبنان او بعدها اننا سنكون في اعلى درجات الاستنفار والجهوزية".
وهدد سماحته العدو الصهيوني بالقول " اي خطأ او حماقة او عمل عدواني يمكن ان يقدم عليه العدو الاسرائيلي سيكون الرد عليه سريعا ومباشرا ، مناوراتكم الكبرى لا تخيفنا ولا تمنعنا من تثبيت معادلات الردع الموجودة في لبنان".
وختم السيد نصرالله كلمته بالقول " في يوم القدس العالمي نجدد مع الشعب الفلسطيني والقدس وقفتنا وبيعتنا والتزامنا كجزء من هذه الامة ونؤمن بوحدة المعركة والمصير، وهذه الاجيال ان شاء الله ستصلي في القدس.. انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وقريبا جدا".
وكان سماحته قد وجه التحية الى عشرات الآلاف من المصلين الذين احتشدوا اليوم في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك والى الفلسطينيين الذين لم يغادروا المسجد في شهر رمضان المبارك والمرابطين الذين واجهوا كل محاولات المتسوطنين لتدنيس المسجد.
كما وجَّه تحيّة لكل من شارك باحياء يوم القدس وخصّ بالتحية الملايين ومئات آلاف الصائمين الذين خرجوا في المدن الايرانية واليمنية، مؤكدًا أنَّ الإحياء هذا العام شمل اكثر من 90 دولة في العالم.