"يستحضر اللبنانيون في هذه الأيام ذكرى تغييب قامة وقيمة وطنية عربية وإنسانية ملأت مساحة المكان والزمان حضوراً رغم الغياب. فالإمام كان قائداً يغرف من بحر شعبه الآمال والآلام فحملها بصدق وعنفوان والتزام على مساحة الوطن من جنوبه إلى شماله ومن غربه إلى شرقه، وكان حاضراً أينما طلبته الوحدة والمصلحة الوطنية، فوجوده كان من حدود القاع وما حولها، الى شبعا وكفرشوبا وقرى وتلال العرقوب، كما صور وبعلبك وبيروت، ولذلك اقل الوفاء كلمة حق في هذه الذكرى بمعناها الوطني السياسي والانساني، فما حمله الامام الصدر من فكر ورؤية ومنهجية نبراس ومشعل يضيء دروب اللبنانيين على طريق الوحدة والعيش الواحد والعدالة والمواطنة الحقيقية، فما أحوجنا في هذا الزمن لكل ما آمن به الامام وعمل لاجله ليبقى الوطن وطن الكرامة والانسان".