تاريخ النشر 08:31 16-09-2022الكاتب: محمد البيروتيالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
20
في السادس عشر من أيلول عام 1982، أرخى التاريخ أحد أشد لياليه ظلمةً على مخيم صبرا وشاتيلا، وخطف معه بسمة أكثر من ثلاثة آلاف شخص بين لبناني وفلسطيني من النساء والشيوخ والأطفال والأجنة التي لما تبصر النور بعد.
الذكرى الــ37 لمجزرة صبرا وشاتيلا
المخيم الذي لم يلحق لملمة آثار القصف الصهيوني المرافق لاجتياح لبنان قبل أشهر من المجزرة، كان خلا من المقاتلين الذين انسحبوا منه قبل ثلاثة أسابيع تنفيذاً لاتفاق المبعوث الأميركي فيليب حبيب، إلا انه وبحجةٍ كاذبة تفيد بوجود مقاتلين لم ينفذوا الإتفاقية، أحكمت الآليات "الإسرائيلية" إغلاق كل مداخل المخيم صباح الخميس في السادس عشر من أيلول، فلم يسمح للصحافيين بالدخول، إلا بعد ثمان واربعين ساعة من انتهاء المجزرة.. حينها استفاق العالم على مذبحة قطعت فيها الأوصال وسالت الدماء في الأزقة.
التحقيقات "الإسرائيلية" أشارت إلى أن قرار تنفيذ تلك المذبحة صدر مذيلاً بتوقيع أرييال شارون وزير الحرب آنذاك، ورفاييل ايتان رئيس اركان الحرب "الإسرائيلي" في حكومة مناحيم بيغن، فهاجم جيش العدو بمؤازرة الميليشيات اللبنانية المتعاملة معه المخيم ليل الخميس تحت جنح الظلام.
صباح الجمعة في السابع عشر من أيلول، بدأت معالم المجزرة تتضح لمعظم سكان المنطقة، بعد أن شاهدوا الجثث والجرافات وهي تهدم المنازل فوق رؤوس اصحابها وتدفنهم أمواتاً وأحياء، إلا أن عدد المعتدين ازداد وازدادت معه وسائل القتل شناعةً وإرهاباً، وواصلت الممارسات التنكيلية شق طريقها إلى داخل غرف بيوت أبناء المخيم، حيث وُجد بعضهم مقتولاً حول مائدة الطعام، إلى أن انسحب المجرمون ظهر السبت في الثامن عشر من أيلول.
بالرصاص والسكاكين والـ "بلطات" وصولاً الى القنابل الفسفورية، قُتل ابناء المخيم وسط عجز دولي عن ضبط عداد الدم.
يستحيل أن ينسى التاريخ صبرا وشاتيلا، يستحيل أن تتعافى جراح الثكالى بفقد أحبائهم، لا مع مرور أربعين عاماً ولا حتى مئة، هو جرح نازف إلى الأزل.