حسابات متعددة عسكرية وانتخابية تقف وراء تلويح أردوغان بتنفيذ عملية عسكرية برية في الشمال السوري، بحسب المتخصص في الشأن التركي الدكتور محمد نور الدين، فإنَّه دائمًا ما كانت للرئيس التركي حسابات متعددة في ما يتعلق بالتدخُّل التركي بشمال سوريا والعمليات العسكرية هناك.

وأشار نور الدين إلى أنَّه ما يقع في المرتبة الأولى لتركيا هو استكمال مخططاتها في الداخل السوري من أجل إقامة شريط حدودي داخل الأراضي السورية على امتداد الحدود التركية.

ورأى أنَّ "العمليات العسكرية الأخيرة جاءت بذريعة الرد على تفجير اسطنبول ولكن هي تقع في سياق استكمال المخططات التركية في الشمال السوري وفي سياق المعركة الرئاسية التي ستجري في حزيران المقبل"، لافتًا إلى أنَّ "أردوغان دائمًا يستغل وينتظر الفرص المناسبة  للقيام بعمليات عسكرية تظهر أنه يدافع عن الأمن القومي التركي وأنه بطل وطني لعله يستعيد بعض الشعبية التي خسرها كما تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة".

وعن الموقفين الروسي والأميركي في ما يخص العملية العسكرية البرية، قال نور الدين: "الضوء الأخضر الروسي الأميركي جاء للغارات الجوية فقط مع استبعاد الموافقة أميركي روسي للقيام بعملية عسكرية برية واسعة النطاق في المستقبل القريب، لأن روسيا لا تستطيع تحمُّل تفجير بؤرة توتر واسعة مثل سوريا وهي متورطة وغارقة في الحرب الأوكرانية، وكذلك أميركا لا تريد أن تمسَّ تركيا بقوات الحماية الكريدية التي تعتبرها ذراعها الأساسية في التوازنات السورية والشرق أوسطية وفي مواجهة داعش".

إذا المشهد مفتوح على احتمالات عديدة، فيما تبقى الأنظارُ شاخصةً إلى الموقفيْن الأميركي والروسي ومدى مقدرتهما على فرملة الاندفاعة التركية.