فالرجل القادم من مؤسسة عسكريّة نذرت نفسها لخدمة قضايا المستضعفين نهل كذلك من مدرسة إيمانية فعلت فعلها بقطعان الإرهاب الذي اجتاح المنطقة كما يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الدكتور حسن حسن لإذاعة النور:"ما يميّز أداء الشهيد أنّه حذف من قاموس التعامل العسكريّ شيء إسمه هيبة العدو، كلّ ما له علاقة بهيبة هذا الإرهاب والخوف منه أصبح خارج الحسابات".
 وقف تمدّد داعش في سورية والعراق وتوجيه الضربة القاصمة لها ميزات التصقت بالشهيد سليماني كما يقول الخبير المختص في الشؤون الإسلامية حسام طالب لإذاعة النور :"كان من الصعب جداً القضاء على تنظيم داعش الارهابي بكلّ ما يمتلكه من قوة ومن عناصر ومن مساحات شاسعة في سوريا والعراق لولا العقليّة الاستراتيجيّة العسكريّة المقاومة التي امتلكها الشهيد قاسم سليماني وتوحيد ساحات الجهاد للقضاء على هذا التنظيم في سوريا والعراق".

القضية الفلسطينية سخّر لها سليماني كلّ الإمكانيات وفي كنفه اشتدّ عود المقاومة الفلسطينيّة كما يؤكّد لإذاعة النور محمد البوحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية، معتبراً أنّ "فلسطين كانت بالنسبة للشهيد سليماني أولويّة له ومصداقاً ومعياراً للموقف من الإسلام والإيمان، ولهذا حرص على أن يبقى في هذا الخطّ إلى أن لقي ربّه شهيداً مُضرّجاً".

يحفظ المسيحيون السوريون للحاج قاسم سليماني دوره الفعّال في حمايتهم من التهديد الوجودي لداعش، ويتسآل الأب الياس زحلاوي كاهن كنيسة سيدة دمشق في حديثه لإذاعة النور عن الصمت المريب على تهجير المسيحيين الذين حماهم الشهيد الفريق قاسم سليماني، مطالباً المسؤولين في الكنائس في الشرق والغرب أن يتّخذوا موقفاً ممّا تفعله بعض الدول وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية ومن ينساقون معها من غربيين وعرب.
 
الإعلامي في قناة العالم حسام زيدان إلتقى الشهيد قاسم سليماني غير مرة في الميدان ليترك في نفسه أبلغ الأثر كما يقول لإذاعة النور: "كان الشهيد قاسم سليماني يجلس داخل خيمة عاديّة من دون أي حرّاس، من دون مرافقين، سار بين الناس حتى شعرت أن الإيمان كلّه كان يسير على قدمين".

العلاقة التي تجمع السوريين بالشهيد قاسم سليماني علاقة محكومة بالوفاء على كلّ ما قدمه لأجل هذا البلد.