قلقٌ أمريكي على وضع الجيش "الإسرائيلي": فما هو واقع هذا الجيش؟ وأسباب خوف راعيه الدّولي؟ (تقرير)
تاريخ النشر 10:54 31-03-2023الكاتب: حسين سلمانالمصدر: إذاعة النورالبلد: إقليمي
10
أزمات كبيرة مرّ بها الجيش "الإسرائيليّ" في الآونة الأخيرة ساهمت في إضعاف بنيته اللّوجستيّة والنّفسيّة، وانعكست على قدراته المعنويّة باعتراف القادة العسكريين والأمنييّن والسّياسيّين في كيان العدوّ،
الجيش الإسرائيلي
بدءاً من الضّربات التّي تلقّاها خلال تواجده في لبنان، مروراً بحرب تمّوز عام 2006 وما أعقبها من مواجهات مع المقاومة الفلسطينيّة على مدى السنوات الماضية، لتُضاف إليها الإنقسامات الحادّة بين الأحزاب والقوى الصّهيونيّة، ما دفع بالولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى الحديث عن القلق الجدّي على الجيش "الإسرائيليّ"، فكيف يمكن توصيف واقع الجيش الصّهيونيّ اليوم، وما الذّي دفع واشنطن إلى الخوف عليه، بحسب الخبير في الشّأن الإسرائيليّ علي حيدر؟
يعتبر حيدر أنّ القلق الأمريكي الذّي تجلّى في مواقف الرّئيس الأمريكي جو بايدن هو تتويج لمسار إنحداري بدأه جيش وكيان العدوّ منذ تحرير العام 2000، مضيفاً إنّه بعدما كانت الولايات المتّحدة تعتمد على الجيش "الإسرائيلي" في تحقيق مصالحها في المنطقة، بدعمٍ منها يقتصر على الناحية المادّية والعسكريّة، وجدت أنّ هذا الكيان يحتاج إلى مشاركة أمريكيّة في المنطقة لحمايته، وما ذلك بحسب حيدر إلّا إقرار مباشر بالمسار الإنحداري لهذا الجيش.
الإنقسامات التّي شهدها الكيان الصّهيونيّ في المرحلة الأخيرة، أثّرت بشكل كبير على المؤسسة العسكرية الصّهيونيّة، حيث يلفت حيدر إلى أنّ المرحلة الأخيرة التّي يعاني منها هذا الكيان، شكّلت منعطفاً إضافيّا نوعيّاً، ستظهر تداعياته في المستقبل القريب والبعيد تباعاً، لأنّ هذا الحدث وفقاً لحيدر هو من الأحداث التّي لا تظهر نتائجها الإستراتيجيّة إلّا بعد مضيّ زمن معيّن، وأنّ أهمّ عنصر يستند إليه هذا الجيش وهذا الكيان هو المجتمع، إضافة إلى القدرات العسكريّة.
ويؤكّد حيدر أنّ الأحداث الأخيرة أظهرت أن المجتمع "الإسرائيلي" منقسم على نفسه ويعيش صراعات داخليّة، وأنّ انقسامات المجتمع إنتقلت الى الجيش، وأصبح ذلك يهدّد تماسكه، حيث يبدو ضعيفاً ومقيّداً، بنظر "أعدائه" الخارجيين.
شواهد كثيرة تشير إلى زعزعة العقيدة القتاليّة للجيش "الإسرائيلي" الذي يعدّ العمود الفقريّ للكيان الصّهيونيّ، والبنيان الذي يقوم عليه، ويرى المحلّلون الصّهاينة والغربيّون أنّ الأزمات المتلاحقة التّي تمرّ بها "إسرائيل" أفقدت الجيش الصّهيونيّ قدراته على المستويين النّفسيّ واللّوجستيّ.